متابعة- الموقف الرياضي:حملت المباريات الأربع الأولى من مسابقة دوري أبطال أوروبا التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء الفائتين الكثير من المعاني والرسائل والدروس والعبر في مقدمتها أن باريس سان جيرمان بات خصماً شرساً قادراً هذه المرة على تغيير المعطيات وإعادة اللقب إلى الخزائن الفرنسية.
فالفوز الكبير الذي حققه على برشلونة برباعية نظيفة كان مع الرأفة، وكل ما قيل عن انتهاك حرمة برشلونة ونشر غسيله في ملعب حديقة الأمراء قليل عطفاً على الدقائق التسعين التي شاهدناها، حيث لم نشهد أي محاولة لرد الفعل من جانب النادي الكاتالوني الذي لعب بثلاثي الرعب ميسي وسواريز ونيمار وثلاثتهم بدوا كالأشباح لا حول لهم ولاقوة، كما أن المدرب إنريكه بدا عاجزاً عن فك رموز النادي الفرنسي الذي قدم لوحة خالدة في الإبداع والإمتاع والإقناع.
الأهداف الأربعة سجلها دي ماريا هدفين ودراكسلر وكافاني في عيد ميلاده الثلاثين.
ونعتقد أن ترميم الأهداف الأربعة يحتاج إلى معجزة حقيقية مع التذكير بأنه ما من ناد استطاع ترميم الأهداف الأربعة في لقاء الرد بتاريخ الشامبيونزليغ.
التفوق التاريخي لنادي بايرن ميونيخ على نادي آرسنال استمر هذه المرة والفوز بخمسة أهداف لهدف نتيجة لم تكن متوقعة مع كامل الاحترام للبايرن، لدرجة أن المدرب الفرنسي فينغر الذي خاض مباراته الثالثة والثمانين بعد المئة في المسابقة ظهر مفلساً غير قادر على تعطيل الماكينات التي صالت وجالت غير آبهة بكل الحيل الإنكليزية.
سجل للبافاري روبين وليفاندوفسكي وألكانتارا هدفين ومولر بينما سجل لآرسنال هدافه التشيلياني سانشيز.
ولم يسبق لآرسنال أن أطاح بالبايرن من أي دور إقصائي وحصل ذلك 2005 و2013 و2014 والقصة في طريقها لاستعادة السيناريو ذاته وكأن المدرب فينغر لم يعد عنده ما يقدمه للمدفعجية.
وما يقال عن برشلونة ينطبق على نادي آرسنال الذي يفتقر إلى الكثير من المقومات المطلوبة للإطاحة بالبايرن حامل لقب المسابقة خمس مرات آخرها 2013.
حنكة الملكي
حامل اللقب ريـال مدريد تعامل بحنكة ودهاء مع الهدف المبكر الذي سجله نابولي عن طريق إنسيني فكان الرد بثلاثة أهداف سجلها بنزيمة وكروس وكاسيميرو وكان ممكناً زيادة الغلة، وبذلك يقترب الملكي من التأهل لربع النهائي للمرة السابعة على التوالي، وبالتالي تستمر أحلام الدفاع عن اللقب وهذا لم يفلح بتحقيقه أي ناد في المسمى الجديد للمسابقة.
ولأنها جولة بامتياز لأصحاب الأرض فقد فاز بنفيكا على ضيفه دورتموند الألماني بهدف ميتروغلو، وكان ممكناً لدورتموند تجنب السيناريو البغيض لو سجل هدافه الغابوني أوباميانغ من علامة الحزاء.
مباريات الإياب تقام يومي 7 و8 آذار القادمين.
تتمة المباريات
يوم الثلاثاء المقبل يتقابل عند التاسعة وخمس وأربعين دقيقة مانشستر سيتي الإنكليزي مع موناكو الفرنسي وهو امتحان مهم لمتصدر الدوري الفرنسي بمواجهة المدرب غوارديولا أحد سبعة عظماء فازوا باللقب لاعباً ومدرباً، والناديان حالمان باللقب الأول شأنهما شأن باريس سان جيرمان.
في التوقيت ذاته يتقابل ليفركوزن الألماني مع أتلتيكو مدريد الإسباني وكلاهما يتطلع للقب الأول أيضاً بعد تجارب كثيرة سابقة خاضا فيها مباراة التتويج دون جدوى مع فارق أن أتلتيكو مدريد لعب النهائي ثلاث مرات مقابل مرة واحدة لليفركوزن وكل منهما ذاق العذاب والمرارة مع ريـال مدريد زعيم المسابقة التاريخي.
يوم الأربعاء يكتمل مشهد ذهاب دور الستة عشر فيتبارى إشبيلية الإسباني مع ضيف البطولة الجديد ليستر سيتي الذي يعيش النقيضين محلياً وقارياً، ففي الوقت الذي تراجع فيه للمركز السابع عشر على بعد نقطة واحدة من مراكز الهبوط في البريميرليغ، إلا أنه قدم صورة ناصعة في مسابقة دوري الأبطال التي نحن بصددها، حيث تصدر مجموعته وحافظ على نظافة شباكه في المباريات الأربع الأولى.
والمباراة الأخيرة تجمع بورتو البرتغالي ويوفنتوس الإيطالي يوم الأربعاء المقبل في إعادة للمباراة الشهيرة بينهما عام 1984 في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية عندما فاز اليوفي بهدفين مقابل هدف واحد، ومعلوم أن اليوفي يلعب على كل الألقاب المتاحة بعد صدارته المريحة للدوري وتأهله لنصف نهائي الكأس المحلية.
مباريات الإياب يقام يومي 14 و15 آذار القادم.