ضربــــة حـــرة

هيمنة أم احتراف..؟الضخ المالي في بعض الأندية يؤدي حتما لتجميع اللاعبين النجوم من أجل تحقيق البطولات، على أكثر من مستوى، وهذا مافعله أكثر من فريق سوري هذا الموسم وبميزانية غير مسبوقة، ويأتي فريق الاتحاد في صدارتها، ويليه الوحدة، ونادي الجيش، وبدرجة أقل أندية أخرى،


حاولت ولم تفلح، وكان المال سببا في تقليص رغباتها، وسيكون سببا أيضا في تأخر ترتيبها بالدوري وبالنتائج.‏‏‏


هذه الهيمنة لم تكن متاحة من قبل دخول قانون الاحتراف، وكانت متوفرة فقط لفريقي الجيش والشرطة بحكم كونهما هيئات، وكانت الأندية تنظر لهما بشرر، وهما يجمعان لاعبيهم، مع أنهما يوفران لهما خلال فترة التواجد هناك، فرصة كبيرة لصقل المهارات والنضوج الفني، وبالتالي يفتخر اللاعب أنه كان يلعب معهما، فهما الأقوى بلا شك.‏‏‏


اليوم من يملك المال، يستطيع أن يمتلك مايريد من اللاعبين، هناك من يراها خطوة غير ناجحة تؤدي لإبعاد أبناء النادي وعدم الاهتمام بمواهبهم، وهناك من يراها تنافسا شريفا أتاحته قوانين الاحتراف، ومابين الرأيين نرى هوة قد تتوسع، لغياب النظم التي تحكم الأطراف جميعها، سواء في الانتقال، والاستعانة باللاعبين، أو في دخول رأس المال لهذه الأندية، ولمصلحة من يصب في النهاية، ومن هو المستفيد الفعلي من هذه الخطوة، التي تؤدي إلى احتكار غير مرغوب به في أحيان كثيرة، وعشوائية الاستثمار في الرياضة، وعدم انعكاس هذه الخطوة على كرة القدم ككل، بسبب غياب النظرة الطويلة الأمد، وكذلك غياب الاستقرار الإداري والفني في جميع مفاصلنا الرياضية.‏‏‏


ولنأخذ مثالا عالميا جرى في العام الفائت حيث هيمنت كرة القدم الاسبانية على الساحة الأوروبية، ونالت النجوم والألقاب، رغم الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في الأندية الانكليزية في محاولة منها للتواجد الفاعل وكسر هيمنة الأسبان، مما أثار جدلا في الأوساط الكروية عن مدى فاعلية رأس المال مابين انكلترا واسبانيا، ومن الذي يلعبها بشكل صحيح أكثر من الآخر، وبالتالي أنعكس هذا التنافس على صعد كثيرة،في البلدين، وهذا مادعاني للمقارنة وإن كانت ظالمة، لذلك أقول نحتاج لرأس المال الداعم، ولكن يجب أن تكون الفرص متاحة للجميع، ليكون التنافس عادلا، ويتم كسر الاحتكار المؤذي.‏‏‏


بسام جميدة‏‏‏

المزيد..