الوقت الضائع….إنه البريمرليغ

عندما قدّم لنا المدرب الإسباني غوارديولا فريق الأحلام الثاني بتاريخ برشلونة وقف العالم بإجلال حيال فلسفة التحكّم بالكرة وتدويرها بطريقة تجعل الخصم عاجزاً عن فك هذا الفيروس الفتاك، وعلى الرغم من الألقاب الكثيرة التي حصدها مع برشلونة بقي العزف على وتر أن ليونيل ميسي وثنائي الوسط التاريخي إكزافي وإنيستا هم وراء الألقاب والسحر.


ولذلك دائماً كان يطفو على السطح التساؤل: هل يستطيع بيب غوارديولا نقل هذه الفلسفة لناد آخر خارج رحاب الليغا والبرشا تحديداً؟‏


عندما انتقل للعملاق البافاري أقر الجميع بأن المواد الأولية موجودة، فالنادي اسمه مرعب وكتيبة لاعبيه لايستهان بها وجماهيره عريضة والميزانية تسمح بالتعاقد مع أي لاعب يراه مخدماً للمنظومة، وبالفعل لم تبخل الإدارة البافارية مع المدرب الذي عُومل بكل تقدير واحترام على أمل أن يحافظ على لقب دوري أبطال أوروبا، ولكن الصدمة تمثّلت بعجز البايرن عن خوض النهائي مكتفياً بالوصول إلى المربع الذهبي، وذات مرة سقط بقسوة أمام الملكي المدريدي برباعية، حيث لم ينفعه وقتها السيطرة النسبية على الكرة.‏


وعندما اصطدم بفريقه السابق برشلونة عجز عن فك الطلاسم وصال ميسي وجال كما لو أنه يواجه نادياً مغموراً وغادر الملاعب الألمانية مكتفياً بالألقاب المحلية التي لم تكن الأمل والرجاء.‏


في بداية الموسم الحالي انتقل لمانشستر سيتي الإنكليزي وحقيقة لُبيت كل طلباته وأحضر ما شاء من اللاعبين مع أن الفريق بالأساس لا يحتاج إلى تدعيم من أجل الحصاد، وسار كل شيء كما يحلو له في المباريات الست الأولى حاصداً خلالها العلامة الكاملة من بينها الفوز بملعب العدو الأزلي مان يونايتد، ولكن هذه البدايات تحولت إلى كوابيس مزعجة، فها هو الفريق انحدر للمركز الخامس وتعرّض لخمس هزائم آخرها أمام إيفرتون برباعية فتحت النار على فلسفته التي لم تعد تجدي في إنكلترا، فأيقن غوارديولا أن البون شاسع بين الدوري الإنكليزي وغيره من الدوريات، فنحن في حضرة البريمرليغ يا سادة.‏

المزيد..