ودعنا عام 2016 بما فيه من أفراح وأتراح على الصعيد الكروي، وكعادة كرة القدم التاريخ يميل للمتوجين الذين تغمر ضحكتهم الكون بأسره في الوقت الذي يجر فيه الخاسرون أذيال الخيبة وخصوصاً الذين تعتبر الوصافة إخفاقاً لهم.
كريستيانو رونالدو يكاد يكون اللاعب الأكثر سعادة بقيادته فريقه الملكي المدريدي للقب الشامبيونزليغ وهو لقبه الحادي عشر وتتويجه هدافاً للمسابقة منهياً عام 2016 بأعلى هرم الهدافين التاريخيين للبطولة، فكان ذلك جواز سفر للفوز بجائزة مجلة فرانس فوتبول الفرنسية للمرة الرابعة بتاريخه، والنقطة الفصل في الموضوع تتويجه مع منتخب البرتغال بلقب كأس الأمم الأوروبية على الأراضي الفرنسية رغم الدور المحدود لرونالدو في هذه الكأس بالذات، وكي تكتمل اللوحة الجميلة أنهى عام 2016 بلقب مونديال الأندية وما فيه من جوائز فردية خرّت ساجدة أمامه.
وبالتأكيد لم يكن عام 2016 عادياً في مسيرة البرازيلي نيمار إثر فوزه مع السيليساو باللقب الغائب ذهبية الأولمبياد بعد فوزه مع البرشا بالثنائية المحلية ولم يكن الأورغوياني سواريز خارج المعادلة ففاز بالحذاء الذهبي الأوروبي إضافة لثلاثة ألقاب محلية متاحة مع البلوغرانا، بينما ميسي خذلته الترجيح في نهائي كوبا أميركا فلم تنفعه الثنائية المحلية المشفوعة بالسوبر لأن المطلوب منه أكثر بكثير، مع أن إنجازات كهذه تعتبر فتحاً كروياً كبيراً عند غيره.
زين الدين زيدان كما قلنا في الوقفة الماضية كان المدرب الأكثر سعادة بقيادته ريـال مدريد للقب الشامبيونزليغ من خلال سبع مباريات فقط على حين أخفق مواطنه الأشهر في عالم التدريب فينغر خلال 176 مباراة في إهداء المدفعجية اللقب الغائب عن خزائنه.
وبدرجة لا تقل قيمة كانت سعادة المدرب الإيطالي رانييري الذي فجر ما يشبه المعجزة في رحاب البريميرليغ مع ليستر سيتي ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والتقاليد الكروية في بلاد الضباب، والشيء المماثل حققه يوناي إيمري مع إشبيلية في مسابقة الترضية الأوروبية اليوروباليغ.