الوقت الضائع عودة الكرة المغربية

اتفق النقاد المقيّمون لبطولة كأس الأمم الإفريقية بنسختها الحادية والثلاثين التي تختتم غداً في الغابون على أن المنتخب المغربي الشقيق خرج مرفوع الرأس من الدور ربع النهائي أمام مصر،


وانقسمت الجماهير المغربية بين الحسرة على الخروج غير المستحق والارتياح الممزوج بالتفاؤل نحو رؤية منتخب تهابه كل منتخبات القارة في المستقبل، وهذا الكلام ليس ببعيد عن الحقيقة لاعتبارات كثيرة.‏


من حيث الأداء شاهدنا جرأة هجومية في المباريات الأربع ففوزه كان مستحقاً على توغو وساحل العاج بدور المجموعات، وخسارتاه لم تكونا منصفتين عطفاً على مجريات الدقائق التسعين لكلتيهما، فأمام فهود الكونغو الديمقراطية كان الأشقاء أجدر بالنقاط الثلاث، والحال بدا مطابقاً مئة وثمانين درجة أمام مصر.‏


من حيث الثقة رأينا بأم العين كيف أن اللاعب المغربي واثق من نفسه مؤمن بقدراته عازم على إسعاد جماهيره ولكن منطق الكرة لا أحد يستطيع مقارعته.‏


الاحترام المتبادل بين المدرب الفرنسي رينار واللاعبين والرضا في الشارع المغربي عن الحصيلة النهائية في الكرنفال الأسمر وتجديد اتحاد الكرة المغربي الثقة بالكادر الفني حالة صحية يمكن البناء عليها في قادم المواعيد، فالاستقرار لا بد أن يؤتي ثماره يوماً ما.‏


صحيح أن رينار ولاعبيه خسروا جولة الحاضر لكنهم ربحوا المستقبل بفضل بعض الواعدين الذين تركوا بصمتهم أمثال الحارس منير المحمدي وصخرة الدفاع رومان سايس وفراشة الوسط فيصل فجر والمهاجم عزيز بوهدوز والوجوه الجديدة رشيد عليوي والنصيري والمنديل.‏


منتخب المغرب لم يستطع تجاوز دور المجموعات منذ خوضه النهائي عام 2004 ولكن هذه المرة قدم نموذجاً طيباً ذكّر المتابعين بجيلي الثمانينيات والتسعينيات والجميل أن هذه الرؤية ستتضح ملامحها سلباً أم إيجاباً مع نهاية العام الحالي والفيصل التأهل للمونديال من عدمه، والطريق ما زال في أوله مع إقرارنا بصعوبة مجموعته وحصيلته الحالية نقطتان بعد مباراتين انتهتا بأنصاف الحلول أمام الغابون وساحل العاج.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..