متابعة – مهند الحسني:لا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن السلة السورية تعيش في حالة من عدم الاستقرار نتيجة تأرجحها وعدم ثباتها، وخاصة بما يتعلق بتوفر الإمكانات المادي التي باتت تؤرق جميع الكوادر العالمة باللعبة، وعلى ضوء هذا الواقع الصعب
لن يستطيع أحد تطويرها أو إخراجها من ضياعها في حال بقيت الأمور على ما هي عليه، ويبدو بأننا ابتلينا بواقع سلوي صعب ومرير نضحك على أنفسنا، وعلى الآخرين وتبقى حصيلة اليوم كما كانت في الأمس، وكما ستكون في قادمات الأيام ولا شيء جديد.
أبسط الأمور
يبدو أن الاحتراف لم يتمكن من إنصاف سلتنا الوطنية منذ دخوله عليها من سبعة سنوات، لكونه دخل عليها في غفلة من الزمن دون توفر أبسط مقوماته، و لو سألنا أصحاب الرأي في سلتنا الوطنية عن أسباب تراجع أداء اللاعب المحلي وافتقده لأبجديات ألف باء كرة السلة بعد دخول الاحتراف، فإن الإجابة لن تكون مقنعة حتى لو جاءت الإجابة من أصحاب الخبرة الفنية، وحتى لا يقال إننا نتحدث عن أوهام مفترضة أو عن عموميات لا معنى لها، فأننا سوف نضطر للإشارة إلى بعض النقاط، حيث بات من المؤكد أن اتحاد السلة قد توصل لحقيقة مفادها أن لا سبيل لتطوير مستوى السلة السورية إلا بالعودة للعمل بقواعد اللعبة بطرق علمية سليمة تؤسس لفضاءات أوسع وأشمل بكرة السلة بعد سلسلة من المهازل التي بدت واضحة في أداء ومستويات ونتائج منتخباتنا الوطنية وأنديتنا في مشاركاتها العربية والقارية، وبدا واضحاً أن المشاكل المزمنة لسلتنا في البناء الخاطئ لقواعد اللعبة بجميع الأندية، إضافة لعدم توفير الإمكانات المادية الوفيرة بعيداً عن أي أعذار وحجج واهية.
تجارب خيالية
غمز البعض أكثر من مرة في قناة اعتماد تجارب بعض دول الجوار، وخاصة التجربة الإيرانية التي أثبتت نجاحها، وهذا شيء مفيد وضروري أن نتعلم ونستفيد من تجارب الغير، لكن نسي هؤلاء المطالبين بتطبيق التجربة الإيرانية أن لهذه التجربة مقومات ومناخات ملائمة نحن نفتقد أبسط مقوماتها، ونسوا أن التجربة الإيرانية تحتاج إلى ملايين الدولارات، وإلى معسكرات خارجية ومدربين من مستوى عال، ونحن مازلنا نتحدث ونتطلع ونتمنى موافقة المكتب التنفيذي على إقامة دوري محلي لا أكثر، ورغم كل ذلك تتباهى القيادة الرياضية بأنها تبزخ وتصرف على كرة السلة بميزانية من المخجل ذكرها مقارنة على ما يقدم ويصرف لأقل منتخب من دول الجوار.
لا بد
سمعنا في الآونة الأخيرة أن اتحاد السلة ينوي تشكيل لجنة تسويقية تضم أبرز الخبرات من أجل البحث عن قنوات اتصال مباشرة مع شركات راعية، وإمكانية دخولها في شراكة حقيقة لبناء منتخباتنا الوطنية، وذلك أفضل بكثير من بقاء منتخباتنا الوطنية أسيرة لأمزجة أصحاب القرار بالمكتب التنفيذي.