الحسكة – دحام السلطان :قناعات الجزيرة وفق المعطيات التي رسمها الواقع اليوم لا تزال في محلها ولم يتغيّر شيء من ذلك الواقع على الجزراويين الذين دخلوا (بالحيطان) نتيجة للفروقات الشاسعة ما بين حجمي العرض المفروض عليهم والطلب المفقود من بين أيديهم!
وبالتالي فإن احتياجات الفريق اليوم في الدوري لا تزال حبراً على ورق، قبل أن تصبح الصبغة الدامغة واللغة المعلنة للجزراويين اليوم أيضاً لتقول: أنهم لم يعد لديهم أي شيء يخسرونه، والمسألة كلها (وجع) رأس وآلام متفرّقة ومزمنة، بدليل أن المطالب التي لا يزالون ينادون بها لإنعاش رياضتهم وبقاء اسم النادي على قيد الوجود، أصبحت أسطوانة مشروخة لدى من يهمه الأمر، ولم تعد تعجبه تلك المطالب بالمطلق.!
منطق المفارقة!
لم يفلح الفريق ولا القائمون عليه الذي أوصل المرحلتين الأولى والثانية من دوري التصنيف ببعضهما البعض، وظل يعيش لاعبوه تحت الضغط النفسي المفروض عليهم لأسباب طويلة، الذين عبروا فصل الصيف وأصبحوا على مدخل أبواب فصل الشتاء من دون فاصل (منشّط)، وهم بعيدون عن مواطن سكنهم وأسرهم كل تلك الفترة بذريعة ضغط النفقات التي تأتيهم كافية و(مرحرحة) من المعونات! وكل هذا له تأثير مباشر على اللاعب ويرتّب عليه ترتيبات لا تنسجم بالمطلق مع بديهيات الاحتراف المزعوم الذي يسري على كرتنا المحلية،والتي تلعب ضمن الاختراع الكروي الجديد الذي يُسمّى بدوري التصنيف اليوم.!
فالشأن الإداري كان قد شرحه مراراً رئيس النادي فيصل الأحمد، بعد أن فصّل جميع مفرداته المرتبطة باحتياجات الفريق بالورقة والقلم الممهورة بالخاتم الرسمي للنادي وأوصلها لكل من يهمه الأمر، والذي لم ينفق إلى اليوم سوى ستة ملايين ليرة سورية فقط، معتبراً الأحمد ذلك رقماً ضئيلاً قياساً على ما تنفقه الفرق الأخرى التي تتنافس والجزيرة في دوري التصنيف على البقاء بين الأقوياء أو الهبوط إلى هامش النسيان، والتي أنفق أقلها من تلك الأندية 17 مليوناً فقط كحد أدنى مثلما ذكر الأحمد! وهنا تكمن المفارقة ما بين الجزيرة وبين تلك الفرق على رأي رئيس النادي، الذي يدعمه المنطق في رأيه ومرافعاته إلى حد بعيد قبل أن يستنتج منه تلك المفارقة، في الوقت الذي يشير فيه الأحمد إلى أن نادي الجزيرة ليس لديه مقدّمات عقود للاعبيه، ويقف الالتزام المالي بينه وبين لاعبيه عند ضابط الالتزام الراتب الشهري فقط للاعب.!
الورقة الأخيرة
في الشأن الفني للفريق الذي أصبحت الأمور لديه اليوم تجري ضمن الخيارات الأحادية الجانب، والتي فرضت نفسها عليه قسراً،والفريق الذي يسير (بمعيّة) المدرب المجتهد الكابتن لوسيان داوي ومساعديه المصعب والسلمان والدقرقد دخل اليوم في خيارات صعبة،بعد أن أصبح موقعه في البقاء بين المصنّفين مع الأقوياء مهدداً بعد دخول الحرفيين الحلبيعلى خط المنافسة، وهذا الأخير قد رسم له أيضاً علامات فارقة مع بدء المرحلة الثانية والأخيرة من دوري التصنيف، ترشّح بقاؤه بين الأقوياء عن جدارة واستحقاق، وهنا (مربط الفرس)التي من المفترض أن يشتغل عليها الجزيرة والعمل من خلال إمكانيات وهدوء الداوي لوسيان ومساعديه في استثمار رفع معنويات لاعبيه وتكريس ثقافة الفوزفيهم وحرق المراحل بإيجابية متناهية دون النظر إلى هوية الخصم وما يمتلكه من نتائج في الدوري ومكان موقع ترتيبه بين المصنّفين!
وهذا الذي ذكره الكابتن لوسيان الذي وعد بأن النتائج المقبلة ستكون إيجابية وفي صف الجزيرة وبحجم الطموح الذي ينشده رجاله في الملعب، مشيراً إلى أن العمل على رفع المعنويات في الفريق سيكون هو الورقة الأخيرة التي سيرمي بها الجزراويون على طاولة الرهان لكسب الطموح الذي جاؤوا من أجله إلى الدوري من الحسكة، وقلب كل التوقّعات التي لا يريدون حتى التفكير بها، معتبراً أن رجاله لا ينقصهم إلا عامل التوفيق.! وللحديث بقيّة..