عندما يذكر اسم زين الدين زيدان في عالم كرة القدم يقف الجميع باحترام الكارهون قبل المحبين لأنه من اللاعبين الاستثنائيين الذين لا يتكررون، فكان يبدع ويمتع ويقنع في آن معاً، وكتب التاريخ بحيازته كل الألقاب التي يحلم بها لاعب كرة القدم فردياً وجماعياً، وهو من العباقرة القلائل الذين اعتزلوا بقمة مستواهم وكان قادراً على العطاء لكنه آثر الابتعاد.
يوم الاثنين الفائت بدأ زين الدين زيدان مرحلة جديدة من حياته مع عالم كرة القدم، إذ عُين مدرباً لريـال مدريد زعيم أندية الليغا والقارة الأوروبية، وهذا امتحان صعب جداً، فليس سهلاً أن يبدأ نجم كبير مسيرته بعالم التدريب مدرباً لناد اسمه مرعب، مدرباً لناد لايقبل جمهوره المركز الثاني في أي مسابقة يلعبها، معتبراً الوصافة كالمركز الأخير، ليس سهلاً تولي مقاليد الأمور في ناد كل جماهيره يحق لها الانتقاد، كل أعضائه يعتبرن أنفسهم أساتذة في النقد والتحليل،.
السؤال الذي يفرض نفسه في أرجاء القارة الأوروبية: هل سينجح زيزو أم تُكتب نهايته في مهنة المتاعب قبل أن تبدأ؟ هل سيكون زيزو على قدر التحديات ويسحب البساط من تحت برشلونة أم سيكون مقلباً جديداً لجماهير بيرنابييه التي ملّت من سياسة رئيس النادي التجارية؟ والخوف كل الخوف أن يكون زيزو مدرب طوارئ استعمل في توقيت مدروس لتخليص اللاعبين الكبار وعلى رأسهم رونالدو من رافا بينيتيز، حيث لم يجد بيريز الوقت مناسباً عندما رفع رونالدو راية التحدي بحق بينيتيز، ولكن هذه المرة خرج المدرب دون ضوضاء وهنا بيت القصيد.
خبر يثلج الصدر
عندما يقول لاعب التنس نادال: زيدان قصة بحد ذاته فهذا دليل على مكانته في البيت الأبيض المدريدي، وخبر تعيينه مدرباً أثلج صدور جماهير الميرنغي ونادال أولهم.
وعندما يقول اللاعب المنطوح من زيدان في نهائي مونديال 2006 بالقول: ليست سخرية، أتمنى التوفيق لزيدان فهذا يدلل على مدى شعبية النجم الفرنسي.
وعندما يقول مدرب برشلونة إنريكيه: لا أتذكر مشاجرتي مع زيدان أيام كانا لاعبين وأحترمه فهذا دليل إضافي على مكانة مدرب الريـال الجديد.
وعندما تحتفي الصحف العالمية وتبرز الخبر على صدر صفحاتها السياسية قبل الرياضية فهذا دليل على أن الحدث غير عادي.
لا شك أن الرهان على نجاحه من فشله سيترك لقادم المواعيد، وخاصة أن الليغا تشهد تألق ناد يقال عنه فريق الأحلام الكاتالوني الثالث، وإسقاطه من عليائه ليس أمراً سهلاً.