لأن الأمل والتفاؤل لا غنى عنهما في كل حال، يصبح التعلق بهما كل شيء تقريباً في بعض الأحوال، ومنها تلك التي ترافق منتخبنا الذي يعاني من فقر دم كروي في مشوار التحضير منذ انطلاقته،
وما زال – هذا الفقر – مستمراً تماماً كما الرهان على اللاعبين الذين ندرك أنهم لن يتوانوا عن تقديم أفضل ما لديهم في كل مباراة من أجل تحقيق الحلم.. ولكن هل هذا هو النمط العلمي والسليم في إعداد منتخباتنا ولاعبينا من أجل مختلف المشاركات..؟!
من نافل القول إن الإعداد السليم يتطلب العمل المتواصل والمدروس من أجل الوصول إلى الهدف، ومن ثم الاتكال والتواكل والأمل والتفاؤل، وكل ما تريدون من مصطلحات يمكن استخدامها في هذا المجال، لاسيما أن الآخرين يحضّرون جيداً، وبكل السبل الممكنة قبل دخول الامتحانات الحقيقية..!
والسؤال : من المسؤول عن تعليق نتائجنا الرياضية- مهما تكن – بالأمل والتفاؤل قبل كل شيء..؟!
إذا أردنا أن نكون موضوعيين ينبغي أن ننظر لنصفي الكأس – الفارغ والمملوء – وفوق ذلك الكأس المنحوس وتحته، لعلنا نضع يدنا على شيء يمكن أن يهدينا إلى الأسباب التي قادتنا الى درب التفاؤل هذا..!
لا يستطيع المتابع إلا أن يرى دور الظروف الموضوعية التي قادت الى بعض من ذلك، ولكن في العمق نلمس الكثير من الاستسهال ورمي أعباء العمل المطلوب، أو المفروض أن نقوم به، على تلك الظروف مع الشعور بالطمأنينة أن المحاسبة الجدية، والمواقف المفترضة بناء على هذه المحاسبة، ليست من مصلحة الكثيرين ممن ارتضوا بما يمكن تمريره في مثل هذه الظروف، مع الحفاظ على مصالحهم التي تحتل الصدارة للبعض.. وهنا نعود لقول الشاعر: « نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا » فهل بذل الجميع جهودهم حقاً..؟ وهل يقتنع البعض أن هذا كل ما لديه أو يمكن أن يقوم به..؟!
الإجابة في أعناقكم إذا كنتم تنظرون إلى مرآة أعمالكم بموضوعية.. ولن أقول بشفافية مستهلكة؟!
غسان شمة
gh-shamma@yahoo.com