متابعة – غـانـم مـحـمـد :لأننا نعرف (البير وغطاه) فإن ما حققته كرة الساحل هذا الموسم بتأهلها للدور النهائي لبطولة الدرجة الثانية أولاً، وعبورها المحطة الفاصلة مع فريق البريقة إلى الدوري التصنيفي لاحقاً يعتبر شبه إنجاز وخطوة صريحة على طريق هذا الفريق الطرطوسي العريق
نحو حلم جمهوره برؤيته ضمن أندية النخبة كروياً في سورية لكن وقبل أن نسرف في الحلم لا بد من توضيح بعض التفاصيل التي قد تغيب عن بال جمهور هذا النادي فتطالبه بما هو فوق طاقته..
في طرطوس أيها السادة قد تعجز إدارة أي نادٍ عن جمع نصف مليون ليرة من كل الفعاليات الاقتصادية والرسمية في المحافظة لا عن بخل (معاذ الله) بل لأن كرة القدم لم تستطع خلال كل السنوات السابقة أن تفرض سطوتها وتزرع أهميتها في رؤوس رجال الأعمال والذين قد يتشجعون لدعم دوري أحياء شعبية بمثل هذا المبلغ ( وهناك وقائع تثبت هذا الأمر) والسبب من وجهة نظر شخصية هو ضعف في العمل الإداري وخاصة في جانبه الاجتماعي وعلى إدارة نادي الساحل أن تخرج من عزلتها فالدوري التصنيفي بحاجة للكثير من الدعم والتحفيز وإلا (كأنك يا أبا زيد ما غزيت)، فالفريق بحاجة لتعاقدات وبحاجة لكتلة مالية قادرة على سداد هذه التعاقدات وعلى توفير مكافآت تحفيزية وهذا الأمر لا تستطيع القنوات الرسمية تغذيته مهما كانت هذه القنوات كريمة ومعطاءة..
وفي الكرة الطرطوسية أيضاً وما أن ترتسم ملامح شبه حلم حتى تكثر الطحالب ( وأربط هنا ما حدث سابقاً مع ما قد يحدث في الدوري التصنيفي)، والمطلوب والحال هذه أن يُعمل على تعقيم التربة وتخليصها من الأعشاب الضارة التي قد تنبت في أروقة هذا الحلم وقد اعتدنا أن يكون معظم الذين هم خارج حسابات التشكيل وأذونات السفر والمكافآت منتقدين للعمل وإن كان سليماً!
تدفعني غيرتي على هذا النادي إلى القول: لقد أرخى فوز الساحل على البريقة وبلوغه الدور التصنيفي عبئاً كبيراً على إدارة النادي واختباراً حقيقياً لمقدرتها على قيادة هذا الحلم فإن فشلت في ذلك لا قدّر الله فلن يشفع لها الجمهور أبداً لذلك عليها أن تحذر كثرة الطبّاخين وأن تستعين فقط بمن ترى فيهم الفائدة لمغامرة فريق كرتها الأكثر جدية منذ أن مارست كرة القدم.. اللجنة التنفيذية في طرطوس ليست خارج المعادلة ولا الجهات الرسمية في المحافظة لكن اللاعب الأساسي هو الإدارة وعليها أن تجنّد لو لزم الأمر موج بحرها لخدمة هذا الحلم..
كرة الساحل في مجموعة قوية تضم إلى جانبها فرق الطليعة، تشرين، الوثبة، الحرفيون، الجزيرة، الجهاد والنضال والامتحان على الأبواب، وأن يكون الساحل بين خمسة متأهلين عن هذه المجموعة ليس مستحيلاً وآمال الجمهور تتمدد مع اقتراب الموعد..