الحسكة – دحام السلطان :عاد الجزيرة وعاد الهم معه، وحديث النقطة وطريقة الإعجاز في الحصول عليها بات هو الحديث الدارج في الشارع الرياضي الجزراوي اليوم،
نعم…. نقطة واحدة فقط، وهي بالمطلق لم تكن بحجم الطموح لأسود الشرقية الذي ملئوا و(عبّوا) أصابع أنصارهم (خواتم) من ذهب وفضة، لأن يكون بمستوى الكبار وحجم الكبار، وعاهدوهم بأنهم لن يعودا من اللاذقية إلا بمركز مرموق على درج الترتيب، وبنقاط مريحة ستجعلهم يلعبون على (المرتاح) في حصص دوري العودة القادم على أرض ملاعب دمشق التي يحبونها ويعشقونها ويتفاءلون بها، وعلى عكس الملاعب التي لعبوا عليها في مشوار الذهاب وعادوا بها (بالسالفة) الجزراوية اليوم التي أصبحت مثلاً شائعاً في الوسط الرياضي والتي تقول أنفق الجزراويون الملايين على الفريق وعادوا بنقطة واحدة..!
الكلمات متقاطعة
المغامرة الجزراوية لم تنته بعد ولا يزال أمام (مانشستر) الحسكة 24 نقطة في الإياب مع نقاط مباراة المجد التي كانت مقررة في اللاذقية من استحقاق الذهاب، وتم ترحيلها باتفاق الطرفين لتكون مع مباريات الإياب في ملاعب العاصمة دمشق، وعليه فإن كل الأحاديث ومن ضمنها حديث النقطة سابق لأوانه اليوم، وكذلك الاستقالات و(الحركات) التي حفظناها عن ظهر قلب وطشت من هنا وهناك من طرف رئيس النادي بشكل منفرد، أومن طرف جماعته (عفواً) إدارته بشكل مجتمع، والتي تدعو جميعها لامتصاص الصدمة ووضع حد لعملية الضرب من تحت وفوق الحزام من هنا وهناك وعلى مواقع (التسلية) بالفيسبوك، والتعليقات غير المناسبة باتجاه الإدارة وجهازها الفني ولاعبيها..! لذلك وبحكم قرب موقفنا الرياضي من النادي وعتاولته ومحنكّيه وإطلاعها على الشاردة والواردة ومعرفتها للصغيرة قبل الكبيرة وكل دقائق الأمور، فإن المشكلة في الجزيرة ليست إدارية وللأمانة، ولا فنية أيضاً، ولا تتعلق باللاعبين كذلك كحالة جماعية وبالمفهوم العام باتجاه الوسط الرياضي، لأن الجميع يعرف شغله ويتقن عمله بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف، لكن المفردات الداخلية (غير المطلوبة) التي تدور في الظل هي المشكلة، والتي تبدأ من الإدارة نفسها التي أصبحت بعد أن جاءت إلى العمل بفترة قصيرة لا تختلف كثيراً عن الكلمات المتقاطعة، وهي تحتاج إلى (الشغل) لمعرفة ما لها وما عليها قبل أن تنطلق نحو عملها، وهذا يعود إلى ضعف الخبرة في العمل الإداري لدى أكثر (عضواتها)، الأمر الذي خلق فجوة كبيرة بينهم وبين رئيس النادي الذي كان في أكثر الأحيان يمارس (الفوقية والاستعلاء) عليهم وبالتالي فقد استشرت حالات الخلافات والاستقالات وانعدم الانسجام بينهم وأصبح الجميع يعيش في حالة هروب من الواقع الذي يعيش فيه، لتنتقل المشكلة باتجاه رئيس النادي والمدرب أحمد الصالح لخلافات تكاد أن تكون هامشية قبيل بدء الدوري وانتشرت حالة عدم الثقة أيضاً بينهما وهذا كله انعكس على العمل وعلى الفريق، الذي خسر لاعبين اثنين كان من الممكن أن يكونا مؤثرين في الفريق مثل اللاعب رستم علي ماهر الظاهر الذين راحا والحزن بعينيهما إلى الجار الجهاد، وكذلك الأمر بالنسبة للمدافع إبراهيم العلي القادم على سبيل الإعارة من نادي الوحدة الذي أصبحت قصته كقصة إبريق الزيت، وكل تفاصيلها أوجعت وصدّعت الرأس لدرجة كبيرة وبشكل لا يصدّق، ورئيس النادي يتحمّل كل تلك المسؤولية لأن الكبير يستوعب ويحتضن……..!!
الصفحات جديدة
بقي أن نقول الموضوع بات يحتاج إلى صفحات جديدة برؤى وتصورات وليس إلى خطابات ومحاضرات و(صف حكي وتنظير)، للوقوف عند كل الأمور وتبدأ من عند الإدارة لدراستها ومكاشفتها بشكل ودي وصريح، ليتعب الجميع على نفسه ويثقّفها ويستفيد من أخطاءه، ويكون على مسافة واحدة من جميع الألعاب ولا يقبل أن ينحصر العمل باثنين أو ثلاثة ويكتفي لأن يكون للتوقيع على المحضر واكتمال النصاب والتصويت برفع الأيدي والتصفيق لبطولات زملائه، للوصول إلى خلق حالة صفاء حقيقية ونية مكتملة تامة، والأمر كذلك ينطبق على المدرب الذي لا تزال عيونه (لبرا) ويبدو أن مزمار الحي لا يزال بتصوره لا يُطرب، لأن بضاعته المستوردة التي جلبها لم تكن أفضل من التي هي عندنا – بل العكس صحيح، لنفكّر بعد ذلك بشيخو ورفاقه ومدى صلاحية كل منهم للاستهلاك المحلي، لنبدأ أيضاً وبنقطة من أول السطر.. وتجيكم السالفة..!