من المفترض أن يكون قد انعقد يوم أمس المؤتمر الانتخابي لاتحاد كرة القدم، وتم معرفة من سيقود اللعبة خلال السنوات القادمة، ومن سيكون معه بالركب كأعضاء ونائب للرئيس.
اللعبة الانتخابية التي كانت تجري أحداثها على نار ساخنة في أكثر من موقع، ستكون قد انتهت في الأمس، وبدأت لعبة جديدة، يفترض أن تكون تسميتها (إستراتيجية جديدة) لإدارة اللعبة بطريقة مغايرة على الأقل كي نتمكن من الحديث عن تغيير مقنع قد حصل، وان القادمين أو الباقيين في مناصبهم، سيفكرون بطريقة أجمل لتحريك اللعبة بطرية أكثر دراماتيكية مما كان يحصل في السابق.
وأنا متأكد أن كل أعمال المؤتمر قد ركزت على الانتخابات وتركت كل هموم اللعبة يتردد صداها بين جدران قاعة الاجتماع، ولن يكلف أحد من المعنيين خاطره بكتابة، معاناة أحد، وأن كتبتها يتركها على الطاولة حالما تنتهي أعمال المؤتمر، والأهم أن المؤتمرين أنفسهم لن تكون لهم فسحة أصلا لمناقشة واقع اللعبة، فهم في السابق لم يفعلوها ولا اعتقد أنهم فعلوها في الأمس، فمن حضر يحمل هموما أكبر من هموم اللعبة، فهو يريد أن يعرف مع من سترسو به سفينة الولاء ودفع ثمن التصويت، وماهي المكاسب القادمة.
للأسف هذا هو واقع المؤتمرات السابقة التي عايشناها، ولن يحيد مؤتمر الأمس عن سابقيه، إنما نتمنى من كل قلوبنا أن تتغير النظرة، وتتبدل الأقوال، والمفاهيم، ويكون التشخيص القادم للعبة أكثر دقة، ليكون الحصاد أقرب للواقع وللمتابعين الذين يألمون لما آل إليه الحال.
كرة القدم السورية لاتسير في الطريق الصحيح مهما حاولنا تشذيب الصورة، وما يقام من نشاط، لايسمن ولا يغني عن جوع، وهناك الكثير من العمل الذي يحتاج لرجال أكفاء وذوي عزيمة يستطيعون رسم ملامح اللعبة القادمة عبر إستراتيجية حتى لو كانت على الورق.
فالتشخيص الدقيق ووضع اليد على مكامن العلل، يعتبر الخطوة الأولى في العلاج الصحيح، ومن بعدها يكون التطبيق عبر توفير قنوات المال المطلوب لهذه الإستراتيجية إن وضعت باحترافية ومن قبل أشخاص أكفاء، ومن غير الوجوه التي خدعتنا بالأقنعة التي ترتديها مع كل خيبة لتبرر المواقف والفشل.
تلك سياسة كروية استهلكت من عمرنا عقود من الزمن يجب أن تنقضي، ونأمل بمرحلة أكثر نضجا في التعامل مع خيباتنا الكروية.
بسام جميدة