لا أظن أن أحداً ، في العمق وبعد تفكير هادئ ،يمكن أن يحسد اتحاد الكرة على الزاوية التي حشر نفسه فيها بعد دوامة من الارتباك والارتجال وأنصاف الحلول والقرارات ، إلا إذا كان ذلك الحاسد من الراغبين بالقبة الكروية لمكاسبها فقط.
هناك عوامل عديدة ، ولاشك ، ساهمت في رمادية الصورة وكآبتها ، ذاتية وموضوعية، ولكن كنا نظن أيضاً ، وبعضه إثم ، أن التعامل مع المنتخب ، وهو أمام أكبر استحقاق كروي ، سيكون مختلفاً ،وأن الجميع سيعملون بعقليات مختلفة ، ورؤى واضحة، لكن واقع الحال يقول غير ذلك ، وها هو المنتخب يدفع الثمن من مستوى تحضيراته وكفايتها ، والمعسكر الموعود في روسيا تبخر كما تشير دعوة المنتخب لمعسكر محلي من 9 ولغاية 25 الجاري … والمباريات الودية اقتصرت على لقاء واحد مؤكد مع المنتخب الطاجيكي ، وتالياً يمكن القول – بكثير من الألم – إن التحضير أشبه ببالون من الوعود (نفّس) سريعاً ليقف عند معسكرات داخلية محدودة تجعل من السبعين بالمئة ، التي تحدث عنها المدرب أيمن الحكيم في معرض تفاؤله ، أشبه بريشة في مهب الريح حين قرنها بالحصول على المعسكر والمباريات الأربع الموعودة…!
نحن اليوم على بعد عشرين يوماً من المباراة الأولى مع المنتخب الاوزبكي ، حيث تعتبر فاتحة درب الآمال ، ورافعة المعنويات الأهم في بداية الدور الثالث والنهائي المؤهل للمونديال ، لكن يبدو أن (جهودنا الجبارة)؟! فشلت في الارتقاء إلى ما تتطلبه، المنافسات ، من تحضير جيد ، واستعداد مناسب تاهت دروبه في أروقة اتحاد الكرة أمام لعبة الأدوار المرهقة للأعصاب والعقول ، فوصلنا إلى مايشبه ، أو يقترب ، من الخواء في مقدرتنا على تحقيق الحد الأدنى المطلوب ، بغض النظر عن آمالنا جميعاً في رؤية المنتخب في الصورة الأبهى والمشتهاة ، فحلم المونديال كبير جداً ولكن كل ما تم تقديمه حتى الآن (أقول الآن لعل معجزة تحدث في الوقت الأخير ) للوصول إلى هذا الحلم كان كلاماً ليلياً سرعان ما تبخر تحويله إلى أفعال حقيقية مع نهارات اتحاد الكرة المتتالية ، والتي يجر بعضها بعضاً من (انجاز إلى آخر …!) فيما تتراكم الاعتذارات والتبريرات حتى باتت الملف الأكبر في عمل (العاملين) داخل مكاتب القبة الكروية …؟!
صحيح أننا لايمكن أن نتغاضى عن ظروفنا وآثارها،ولكن السؤال المنطقي : هل هذا كل ما لدينا من مقدرة على العمل والفعل أمام حدث كبير كهذا ..؟!
ألا تذكرون أنكم جئتم إلى مهامكم في ظل هذه الظروف وبالتالي تعرفون حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقكم …؟!أم إن الأمر لا يعدو أن يكون كلاماً معسولاً وآنياً يمكن أن نجد ما يبرر تبدده فيما بعد …؟!
الجهاز الفني واللاعبون ، رغم الظلم المتمثل بالتحضير السيئ ، سيقدمون كل ما لديهم ، وفق قناعاتنا بروحهم الحماسية ، وبالتالي سيرفعون العتب عنهم ، فكيف تنظرون إلى أنفسكم أنتم يا أصحاب المسؤولية الكروية …؟
تأكدوا أن أمانينا – في كل الأحوال – تنحصر في رؤية المنتخب بالحلة الأبهى ، ولا نريد أن نقارن مع أحد …؟!