الوقت الضائع محض استسلام

هذا ليس الوقت المناسب لخسارتنا، لقد خسرنا في النهاية خلال الشوط الأول، كنا خجولين ولكننا في الشوط الثاني كنا أكثر عدوانية وخسرنا بشرف وقدمنا أفضل ما يمكننا تقديمه خلال المباراة.

fiogf49gjkf0d


هذا التصريح لا يمكن بحال من الأحوال تفسيره إلا من باب الاستسلام لحقيقة واقعة فحواها نهاية جيل إسباني مع أن معظم لاعبيه مازالوا في السن المثالي للعطاء أمثال دي خيا وبيكيه وراموس وألبا وبوسكيتش وسيلفا وموراتا وبيدرو ونوليتو وجميعهم دون الثلاثين.‏


لا يمكن لأي كروي إسباني عاقل تصور ما يقوله ديل بوسكي الذي كثيراً ما وجد نفسه حائراً عند اختيار التشكيل الأنسب للماتادور خلال حقبته مدرباً للماتادور المرعب الذي كان يدخل مرشحاً لمعانقة كل الألقاب المتاحة خلال العقد الأخير.‏


المنتخب الذي يريد الريادة عليه التغلب على أقوى الخصوم وهذه الطبعة من المنتخب الإسباني لم تكن كذلك، فمنتخبا تشيكيا وتركيا ليسا ميزاناً للتقييم الفني الدقيق الشامل من الجوانب كلها فكان الانتصاران الخادعان ليس إلا، وعندما جد الجد انكشفت العيوب أمام الكروات الأشداء والطليان المقنعين بشهادة الجميع.‏


التخبط لمسناه في استكمال ردة فعل ديل بوسكي بقوله: كنا مستعدين، في الشوط الثاني حاربنا ولكن لم يكن لدينا الحظ.‏


حقيقة لا أحد يقتنع بما يقوله المدرب الإسباني وإهدار فرصة محققة أو اثنتين قابله فرص في الاتجاه الآخر، وكأن ديل بوسكي يتكلم عن مباراة أخرى، إلا إذا كان يتكلم عن السيطرة التي لا تعني شيئاً عندما لا تقترن بالنتائج.‏


والحقيقة الدامغة من المباراة أن إيطاليا تطورت كثيراً عما كانت عليه في النسخة الفائتة وإسبانيا بدت غريبة فطُرقت شباكها للمرة الأولى في الأدوار الإقصائية في ثلاث نسخ متتالية.‏


 والدرس المستفاد أن انبهار الأسماء الإسبانية صُدمت بضبابية الواقع والخوف كل الخوف أن يستسلم الإسبان لحقيقة سطوة القطبين الكبيرين البرشا والريـال وضياع المنتخب كما يحصل مع الإنكليز منذ عقود ولذلك لم يكن خروج الإنكليز حدثاً جديداً إلا من منظار أن آيسلندا مغمورة ليس إلا.‏

المزيد..