يبدو أن الأساطير مكتوب عليهم الشقاء وعدم ملامسة كأس كوبا أميركا، فرجل الكرة الأول في العالم عبر التاريخ بيليه لم يفز باللقب في مشاركته اليتيمة 1959 عندما فاز بلقب الهداف ولقب أفضل لاعب، ومارادونا لم يفز باللقب خلال ثلاث محاولات أعوام 1979 و1987 و1989 بينما
ميسي أخفق في الامتحان الرابع بعد 2007 و2011 و2015 والأمر لا يتوقف عند هؤلاء الأساطير أصحاب المقام الرفيع، فأساطير الصف الثاني إن صح التعبير كُتب عليها الشقاء أمثال زيكو وسقراط وفالكاو وكيمبس وباساريلا وفيلول.
فما حدث خلال نهائي كوبا أميركا صباح الاثنين الفائت طعنة جديدة في سجل ميسي الدولي الملطخ بالخيبات المتلاحقة، والمؤلم هذه المرة أنه أهدر ركلة ترجيح كان ممكناً أن تصنع الحدث، فكان أولى ردات الفعل إعلان ليو الاعتزال الدولي وهو في قمة العطاء.
اعتراف بالإخفاق
الخطوة التي أقدم عليها ليونيل ميسي التي نشك أنها ستأخذ حيز التنفيذ اعتراف منه بالإخفاق على الصعيد الدولي، فالوقت ما زال مبكراً ورسالته الدولية لم تؤد كاملة وأمامه فرصة مونديالية أخيرة في روسيا بعد عامين.
ولو عدنا إلى البطولة لوجدنا أن ميسي كان مقنعاً بدرجة كبيرة وفي النهائي تحديداً تعرض لخشونة ظاهرة للحد من إمكاناته وقدراته.
فنياً اختير أفضل لاعب في ثلاث مباريات من خمس شارك بها ونجزم أن اللقب لو كان أرجنتينياً لكان رجل النهائي، وعندها كانت جائزة أفضل لاعب انصاعت له بدليل أن أليكسيس سانشيز لم يكن رجل أي مباراة لمنتخب تشيلي، ولا ننسى أن ميسي أكثر من صنع أهدافاً بأربع تمريرات حاسمة رغم قلة دقائقه الملعوبة، كما أنه ثاني الهدافين متأخراً بهدف واحد عن التشيلياني فارغاس الذي لعب أكثر من حيث عدد الدقائق.
ملخص المئوية
شهدت المباريات الـ32 تسجيل 91 هدفاً بمعدل 2،84 في المباراة الواحدة، والمنتخب الأرجنتيني الأقوى هجوماً بـ18 هدفاً والأقوى دفاعاً مع البيرو بهدفين.
شهدت البطولة ثلاث حالات هاتريك بدأها البرازيلي كوتينيو بمرمى هاييتي ثم البديل الأرجنتيني ميسي بمرمى بنما ثم التشيلياني فارغاس بمرمى المكسيك.
اختير التشيلياني برافو أفضل حارس رغم تلقيه خمسة أهداف في دور المجموعات، ولكنه كان حاضراً في الأدوار الإقصائية من خلال المحافظة على نظافة شباكه خلال 290 دقيقة، واللافت أن حارس الأرجنتين سيرجيو روميرو حافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات كأكثر حارس في البطولة.
خرجت البرازيل للمرة الأولى من دور المجموعات، وقنعت كولومبيا بالمركز الثالث بعدما جددت فوزها على المستضيف الأميركي بهدف دون مقابل.
رأى اتحاد الكرة البرازيلي في كارلوس دونغا الفائز باللقب عام 2007 كبش فداء فكانت الإقالة بانتظاره لدى العودة إلى البرازيل.
شهدت البطولة 150 بطاقة صفراء و15 بطاقة حمراء، وشاهد المباريات على الطبيعة 1401829 متفرجاً بمعدل 46370 للمباراة الواحدة.