تعلمت خلال عملي في الصحافة الرياضية، أن لا أتعلق بلاعب أو نادي أو شخصية رياضية إلا بقدر ماتحققه من إنجاز، وأن لا أكون منبهرا إلا بقدر المتعة التي أنالها من خلال المتابعة.
وأدرك تماما أنه يوجد لاعب متميز ومهاري يصلح لأن يكون نجما في ناديه لكنه لن يصلح لأن يبرز مع منتخب بلاده.
وأدرك إننا نحتاج لرجل أعمال ناجح يدير نادي حتى لو لم يكن رياضيا، ولكن بعقلية تجارية يستفيد ويفيد اللعبة ويسير بها للنجاح، لا أن تسير هي به للأضواء..
محليا شاهدنا هذا النماذج من اللاعبين والإداريين، وبرز لاعبون كثر لم يقدموا للمنتخب بقدر ماقدموه لناديهم ومنهم على سبيل الذكر اللاعبان محمود حبش وعارف الآغا وغيرهما..
عالميا الأمثلة كثيرة وآخرها اللاعب ميسي الذي لم يستطع أن يمنح منتخب بلاده لقبا بقدر ما أعطى النادي الذي يلعب له، لذلك أستغرب أن ينكر الكثيرون متعة الكرة على حساب تعلقهم بنجم، ومثل هذه الحالة واقعية وظاهرة موجودة ولابد من الاعتراف بها، والكف عن التعصب أو الشماته، وأن ندير ظهورنا لجمالية اللعبة، دون الإيمان بسخرية القدر الذي يحكم كرة القدم بشكل خاص.
سخرية القدر في كرة القدم تأخذنا لأحداث كثيرة ربما آخرها أيضا خروج انكلترا من اليورو على يد ايسلندا، في ذات الوقت الذي خرجت به من دول الاتحاد الأوروبي…!!
إداريا لن أذكر أسماء محلية وكل من عايش اللعبة يعرف الواقع جيدا، ولن أدخل في منازلات كلامية مع أحد..
ومن سخرية القدر هنا أن تضطر أنديتنا طوال عقود ثلاثة أن تستجدي رجال الأعمال لتمول نشاطها في غياب القوانين الناظمة للاستثمار الرياضي…!
ومن سخرية القدر أن يعتلي كثيرون ظهر اللعبة ليصبحوا نجوم ملاعب ونجوم تدريب ونجوم مجتمع، ويدخلوا أبوابا لم يكن يحلموا بدخولها لولا كرة القدم..!
وفي العموم يبدو هذا العنوان واسعا لأن يضم كثيرا مما يدور في ميادين الرياضة، فالكثير مما نرى ونسمع يبدو مضحكا حد القرف، وفي ذات الوقت تضطر لرفع القبعة لمن يعمل بصمت ودون ضجة مفتعلة ليقدم عصارة تعبه ليرسم لنا إنجازا وبسمة وفرحة، مؤمنا بأن هذا هو عمله وواجبه الذي يحتم عليه أن يكون مخلصاً.