شكّل السقوط الذريع لمنتخب البرازيل من الدور الأول لكوبا أميركا صدمة جديدة للشارع الرياضي في البرازيل، وكأن الكرة المرعبة لكل منتخبات الكون لم تعد كذلك.
نقاد الكرة يرون أن الزلزال المدمر الألماني بقوة سبعة ريختر في المونديال المنصرم الحد الفاصل بين البرازيل القوية مهابة
الجانب والبرازيل التي نراها اليوم حائرة تائهة لا تدري سبل العودة لمكانتها المعروفة.
البرازيل عاشت بعيدة عن نعيم الألقاب من مونديال 1970 في المكسيك وحتى كوبا أميركا 1989 في البرازيل، وخلال تلك الفترة شاركت في مونديالات 1974 و1978 و1982 و1986 وشاركت في البطولة القارية 1975 و1979 و1983 و1987 وشاركت في بطولة العالم المصغرة، لكنها طوال تلك السنوات كانت رقماً صعباً وإلحاق الهزيمة بها كان حلماً لكل منتخبات الكون، فضلاً عن كونها كانت تدخل كل المسابقات مرشحة فوق العادة للقبض على اللقب.
ما حصل في الولايات المتحدة معقل النسخة المئوية لا يمكن هضمه، فالخروج من الدور الأول لم يحصل منذ عام 1987 كما أنها المرة الأولى منذ النظام الجديد للمسابقة القاضي بتأهل منتخبين على الأقل من كل مجموعة، والصيام عن التسجيل في مباراتين من ثلاث يعد سابقة خطيرة أيضاً.
المقولة التي لطالما كررناها بأن أي أحد عشر لاعباً من شوارع البرازيل يمكنهم المنافسة على كأس العالم، كناية على أن الإيمان بالقدرات بات من الماضي، والمؤلم حقاً أن لاعبي البرازيل الحاليين لم يعودوا النجوم الأبرز في أنديتهم كما كان في الماضي القريب والبعيد كرونالدو وروماريو وريفالدو وكاكا ورونالدينيو وزيكو وسقراط، ولم يعد تمثيل المنتخب حلماً كما كان في الماضي لدرجة أن المدربين كانوا يجدون صعوبة في اختيار الأنسب والأصلح.
إقالة المدرب كارلوس دونغا ليست حلاً ودواء ناجعاً، والفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية لن يروي الظمأ، والحل الذي يراه النقاد ضرورة البناء من الصفر وعدم الالتفات إلى الماضي والقطاف سيكون بعد سنوات، أما إذا أراد الاتحاد البرازيلي استعجال النتائج فستتفاقم المعضلة.