بعد مشاهدتنا الفرق الستة عشر المشاركة في العرس المئوي لكوبا أميركا يمكن الوقوف عند ظاهرة التهديف الشحيحة التي لا ترقى بحال من الأحوال لمستوى الحدث وأهميته،
وكأن الصيف المجنون الموعودين به مع مجانين الكرة لم يف بوعوده بعد الظهور الأول لكل منتخب باستثناء منتخب المكسيك الفائز بجدارة على الأورغواي بثلاثة أهداف لهدف، وكلنا أمل أن يكون ما شاهدناه ينتمي إلى المظاهر الخداعة، وهذا مالمسناه بعد فوز اميركا على كوستاريكا 4/صفر وكولومبيا على البارغواي 2/1.
عندما جرت النسخة الخامسة عشرة لكأس العالم في الولايات المتحدة كانت نسبة التهديف معقولة بواقع هدفين وثلاثة أرباع الهدف في المباراة الواحدة، وارتقى عدد المتابعين على الطبيعة لرقم قياسي ما زال صامداً حتى اللحظة بواقع 69 ألف متفرج للمباراة الواحدة، غير أن النسخة المئوية للكوبا المقامة على الارض نفسها تظهر استحياء غير مبرر للمهاجمين والخوف من تسجيل رقم قياسي سلبي على صعيد التهديف بات وشيكاً، ففي نسخة 1922 سُجل 22 هدفاً في 11 مباراة كأسوأ معدل، ويمكن الوقوف عند عديد الأمور اللافتة للنظر، فصحيح أننا لا نستبشر بتحطيم رقم قياسي صامد منذ نسخة 1927 التي شهدت تسجيل 37 هدفاً في ست مباريات بمعدل أكثر من ستة أهداف في المباراة الواحدة، إلا أن التسجيل من طرف واحد في السواد الأعظم من المباريات حالة شبه نادرة بعد الظهور الأول لكل المنتخبات.
الضيوف الجدد خرجوا بأقل الخسائر وهذا هو المطلوب بل إن بنما حققت المفاجأة وفازت على بوليفيا بهدفين مقابل هدف واحد بفضل بيريز صاحب الثنائية، فهاييتي تلقت هدفاً وحيداً من البيرو، وجامايكا التي تشارك ثانية تلقت هدفاً واحداً من فنزويلا، ورغم أن البطاقات الحمراء نسبتها كبيرة بحضورها أربع مرات في الجولة الأولى وهذا يجب أن يساهم في زيادة نسبة التهديف إلا أن هذه المسلمة لم تترجم على أرض الواقع إذ شهدت المباريات الثماني تسجيل 14 هدفاً فقط.
الأعلى والأقل
خمسة أهداف ونصف الهدف شهدتها نسخة 1926 بتسجيل 55 هدفا في 10 مباريات.
ستة أهداف وربع الهدف شهدتها نسخة 1927 بتسجيل 37 هدفاً في 6 مباريات.
وتلكما النسختان كانتا الأعلى تهديفاً من حيث النسبة والتناسب.
هدفان كان معدل التسجيل بنسخة 1922 بتسجيل 22 هدفاً في 11 مباراة.
هدفان تقريباً معدل التسجيل في نسخة 2011 بتسجيل 54 هدفاً في 26 مباراة، والحال كذلك في نسخة 1989 عندما سُجل 55 هدفاً في 26 مباراة.