هذه حدودنا..!! لاينطوي هذا المصطلح – بغض النظر عن ظروفه – على شيء أكثر وضوحاً من التأثير السلبي،
وقد أفسح في المجال لكثيرين ليستخدموه كيفما اتفق طالما أن أحداً لن يحاسب في نهاية المطاف تحت مبررات وذرائع مختلفة..!
نعم.. كانت خيبتنا مضاعفة بالظهور المتواضع لمنتخبنا في مباراتين ونصف، ومن ثم خروجه من الكأس الآسيوية صفر اليدين، حيث كان في كثير من أوقات اللعب نموذجاً لفقدان الانسجام والفوضى والضياع فوق المستطيل الأخضر..!
اعذرونا قليلاً فقد وقفنا جميعاً مع هذا المنتخب نشيد بحضوره ونتائجه التي سبقت هذه البطولة، وكانت طموحاتنا المشروعة كبيرة – آنذاك – في تحقيق انجاز كبير لمنتخب أطلقنا عليه «بسمة الكرة السورية» أو على الأقل عدم التعرض لهذه الخيبة التي صفع بها أحلام يقظتنا..
في نهائي غرب آسيا خسر منتخبنا أمام نظيره الايراني لكننا أشدنا بأدائه وحضوره وكان الرضى ميزان الكثير من الكلام الاعلامي والنقدي لأننا تابعنا منتخباً يقدم ما لديه على الصعيدين الجماعي والفردي بشكل مقبول وطيب.. أما اليوم فأي مقارنة ستجعلنا نشعر بالمرارة..!!
للأسف لم نجد منتخباً متوازياً ولا أداء مقنعاً، ولاجهازاً فنياً قادراً على الاستفادة بشكل صحيح من أخطاء اللاعبين كما يجب، أو أن اللاعبين لم يكونوا قادرين على تنفيذ الرؤية التكتيكية وخطة اللعب الموضوعة من قبل الجهاز الفني لهذا السبب أو ذاك..!
وفي السياق لابد من الاشارة إلى ضعف الثقافة الكروية لدى بعض لاعبينا، فالمنتخب الذي بدأ مثالياً على حساب نظيره القطري لم يعرف كيف يستفيد من أفضليته بالاتزان والتوازن والقبض على المعادلة الهجومية – الدفاعية بشكل صحيح فكان الاندفاع والمغامرة غير المحسوبة ايذاناً لما حدث تالياً..
والثقافة هذه اتضحت بشكل سافر في طريقة التعامل مع الهجمة المرتدة التي اسفرت عن الهدف الثاني، حيث تلاعب الخصم منفرداً بعدد من لاعبينا فيما ذهب الآخرون للاحتجاج على صافرة منتظرة من الحكم.. والأساس أن الصافرة لم تنطلق واللعب مستمر..!؟
أما عندما يتحجج الجهاز الفني – ونرجو أن يكون كلاماً له ظروفه الآنية وانتهى من طريقة التفكير- بالقول: « قدمنا مباراة ممتازة أمام قطر ولكن من سوء حظنا أننا لعبنا أمام فريق منظم جداً..» فأسأل: ماذا نريد من الخصم.. أن يلعب بصفوف مهلهلة.. في حين نتجاوز عن كلمة ممتازة تاركين إياها لقناعة المشاهدين..!
كنا قد قرأنا أن الجهاز الفني والاداري قد عمل على توفير أفضل المناخات والظروف للوصول بالحالة الذهنية والنفسية والبدنية إلى مانرجو في خوض هذه المباراة الصعبة أساساً بروح من التعاون والانسجام.. فهل كان بعض ماشاهدناه يعبر عن حالة التعاون بين اللاعبين..؟!
كل ذلك لا ينسينا أن نختتم بالقول: إن اتحاد الكرة، وبشكل ما الاتحاد الرياضي العام، مسؤولان عن هذه الخيبة بالتكافل مع تشكيل المنتخب بكوادره كافة..!؟
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo