الثلاثاء المقبل مفصلي في كرة القدم السورية، حيث يخوض منتخبنا الأول بكرة القدم مباراته الأخيرة بعهد اتحاد كرة القدم الحالي، والمباراة بحق ستكون على درجة كبيرة من الأهمية.
أذكر أنه قبل عام بدأ منتخبنا الأول بكرة القدم رحلة إعادة تشكيله بعد فترة من الركود، وكانت الغاية تحسين مركزنا في تصنيف الفيفا، والتأهل إلى النهائيات الآسيوية، ولم لا؟ التأهل إلى النهائيات المونديالية.
الخطوات الأولى سارت كما هو مرسوم لها ولكن الآن الصورة اختلفت، فالمراكز الخمسة والثلاثون التي تقدمناها في تصنيف الفيفا خسرنا خمسة عشر منها!
والبداية المثالية في التصفيات الآسيوية المونديالية أصابها فيروس ياباني محكم فاقتنعنا أنه في أحسن الأحوال نستفيد من كرم نظام التصفيات بتأهل نصف أصحاب المركز الثاني.
الآن نحن أمام مفترق طرق، وإنه لشيء غريب أن نحسب حساب منتخب سنغافورة، بل وصمة عار بحقنا، لكن تلك هي كرة القدم، وتطور المنتخبات الضعيفة أحد أسرارها، وبعض النتائج التي حصلت خلال رحلة التصفيات دليل على ذلك.
جمهورنا توّاق للمباراة بفارغ الصبر، والقائمون على كرتنا ينتظرون المباراة على أحر من الجمر كي يكون لهم عين للبقاء أوصياء شرعيين على كرتنا، وخاصة بعد خيبات الشهر الفائت، فالفوز وحده يحفظ ماء وجه المدرب وكل أركان اللعبة في بلدنا، وغير ذلك سيكون مادة دسمة لوسائل الإعلام لا قدر الله.
عند الامتحان يُكرم المرء أو يهان والدروس المجانية التي قدمها منتخب سنغافورة يجب الاستفادة منها، بدءاً من الفوز علينا في التصفيات القارية الفائتة مروراً بالتعادل مع اليابان في بدايات هذه التصفيات، وانتهاءً بخسارته الصعبة أمامنا، ووفق هذه المعطيات لا عذر للجميع إن لم نهيمن على المباراة ونخرج بالنتيجة التي تضعنا في نهائيات الإمارات 2019 وتبقي أحلامنا مشرعة للنفوذ إلى مونديال روسيا 2018.
محمود قرقورا