لن نبكي على اللبن المسكوب، ولن نتجشم عناء الترحال بأحلامنا بعيداً، وماكنا نفعله لم يكن إلا من باب الواجب الذي يحتم علينا الحس بالمسؤولية تجاه منتخبات الوطن التي خذلنا القائمون عليها والمسؤولون عنها من كل النواحي،
وفي اكثر من مناسبة، وهاهي خيباتنا تتكرر، ومع ذلك هناك أصوات لازالت تتعالى وتبرر وتضع الأزمة في واجهة الأسباب، مع إن التقصير يشمل عملهم وقلة عطاءهم ومتابعتهم للشؤون الكروية التي باتت اليوم اكثر بلاء وابتلاء.
كرتنا السورية من الفها الى ياءها مكسورة الخاطر، ومعها الجماهير التي لم تنفك تتفاءل وتقف وتشجع، ولكن يبدو أننا ننفخ في قربة مقطوعة!.
كل تفاصيل الخيبات باتت موجعة، ولن أكررها فقد تابعنا فصولها، وباتت منشورة على حبالنا الالكترونية، ولكن السؤال الأكثر وجعاً، إلى متى نبقى على هذه الحال..؟
لن أشيد بما قدمه هذا اللاعب أو ذاك، ولا هذا المدرب أو غيره، ولا أي فرد من افراد المنظومة الكروية، فالمطلوب منهم أكثر وأكثر، وماقاموا به واجبهم الذي لم يكن على مايرام، وأن نلقي باللائمة اليوم والأمس على الأزمة فتلك سيمفونية حفظناها، وكان يمكن البحث عن بدائل لكل شيء وهي كثيرة وكتبناها، ولكن يبدو أن من يريد أن يمتطي ظهر كرتنا لايريد من وراءها سوى المكاسب، وإعلاء شأنه على حساب اللعبة، وإلاكان بأمكانه ان يعتذر عن أي مهمة مهما صغرت، مادام يعرف أن العوائق موجودة ويعلنها بصراحة وشجاعة أو ينسحب بهدوء، ولكن أن يسكت ويقبل ويتابع ثم يبرر بما هو غير مقنع فهذا يعني أنه مسؤول عن التقصير وهذا ماجنته يداه وعليه ان يتحمل المسؤوليه، إن كان ثمة محاسبة موجودة، ففي أي دائرة حكومية بالدولة يتم رفع تقارير تفتيشية للهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وهناك الجهاز المركزي يتابع ويدقق الميزانيات والصرفيات، وتتم متابعة أي تقصير في أي مشروع او صرفيات والمحاسبة عن التأخير في انجاز المشاريع التي يرصد لها الملايين، ولكن في كرتنا التي يبدو ان احلامنا فيها لم تصل إلى حد المشاريع..وتبقى مجرد هلوسات لايُحاسب عليها احد، ويتم هدر الملايين دون ان يرف جفن لأي مخلوق، وكأن المنظومة الرياضية خارج حسابات هاتين الهيئتين التي تحاسبان الجميع، وتنسى من يهدر المال الرياضي ويؤخر مشاريعنا واحلامنا الرياضية وكأنها ليست من اقتصاد الوطن أو مؤسساته وطموحه..اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
بسام جميدة