الوقت الضائع:الأرقام القياسية
الأرقام القياسية في لعبة كرة القدم جزئية تشكل حافزاً للطامحين في كل آن وحين، والأرقام وُلدت لتكسر كما يقال،
وفي الموسم الفائت تحديداً تصدر لاعب ساوثمبتون ساديو ماني حديث وسائل الإعلام عندما كسر رقم روبي فاولر كصاحب أسرع هاتريك في الدوري الإنكليزي الممتاز بأربع دقائق و33 ثانية فوصل ماني للرقم خلال دقيقتين و56 ثانية، مع فارق أن ثلاثية فاولر كان ضحيتها المدفعجية وحارسه سيمان، بينما ثلاثية ماني كان ضحيتها أستون فيلا.
التوقعات تميل على الدوام للنجوم الكبار والمنتخبات والأندية العظيمة لكسر الأرقام، لكن أن تكون هذه المنتخبات وتلكم الأندية مطية لأندية ومنتخبات صغيرة ولاعبين مغمورين فتلك حكاية مختلفة، ويا لها من مصادفة غريبة إن كُسرت الأرقام عن طريق مغمورين تتلخص حياتهم بتلك الأرقام، ويا لها من زيادة في البصمة إن حُطمت عن طريق لاعبين كبار مشهود لهم.
من يصدق أن سان مارينو سجلت أسرع هدف في تاريخ تصفيات المونديال بعد 8 ثوان، ومن يصدق أن إنكلترا بجلالة قدرها الكروي كانت السبيل إلى ذلك، ومن يصدق أن مسجل الهدف ديفيد غولتري لم يسجل إلا ذاك الهدف دولياً في المباراة التي انتهت إنكليزية 7/1 ضمن تصفيات مونديال 1994؟
المهاجم التركي هاكان سوكر لم يسجل إلا هدفاً مونديالياً واحداً كان كافياً لتخليده في سجلات كأس العالم، ذلك أنه الأسرع بعد أقل من 11 ثانية وحدث ذلك بمرمى كوريا الجنوبية في مونديال 2002 يوم خسرت كوريا بهدفين لثلاثة.
السبت الفائت وقع بايرن ميونيخ وحارسه الأفضل في العالم مانويل نوير ضحية الهدف الأسرع بتاريخ الدوري الألماني، إذ سجل لاعب هوفنهايم كيفن فولاند من اللمسة الأولى بعد ثماني ثوان علماً أن ضربة البداية كانت بحوزة البافاري فكسر رقم كريم بلعربي الذي سجل في افتتاح الموسم المنصرم بمرمى دورتموند لمصلحة ليفركوزن فأي جنون كروي هذا حتى يتلقى البايرن ودورتموند هدفين بهذه السرعة؟
تلك هي كرة القدم التي تتحفنا كل أسبوع بما هو جديد يتصدر المواقع العنكبوتية فلا أحد ينجو من لسعاتها، فهل كان أحد يتصور أن البرازيل سيدة العالم والمونديال ستتلقى الخسارة الأثقل لمنظم مونديالي؟