متابعة- مهند الحسني:البحث في اسباب التراجع الغارقة به الرياضة السورية يشبه كثيرا شبكة الصياد التي كلما زدت فيها البحث ازداد تورطك بها أكثر بعيدا عن التفاصيل الفنية و وقائع الفوز و الخسارة هنا و هناك، و إعداد المنتخبات الوطنية، فقد كشفت انتخابات مجالس إدارات
الأندية حالة من الفوضى العارمة و الجهل الكبير، و افتقاد المنظمة لأبسط مبادئ التنظيم و الإدارة، فالعملية الانتخابية قامت على منهج يشبه كثيرا انتخاب مجلس اعضاوات باب الحارة، و غلب فيها الغمز و اللمز و تبويس الشوارب على التنظيم و احترام حقوق المرشح و الناخب، و إذا كان التوجه بتكريس مبدأ الديمقراطية و الانتخاب على كافة المستويات، فأنه و بكل أسف ما جرى و يجري لا يعتبر إلا تكريسا للفوضى و الخواطر و المشاكل الراسخة في الرياضة السورية، نستعرض اليوم بعض من هذه المخالفات الانتخابية.
شطب العضويات
1- مشكلة المشاكل و كارثة الكوارث المستمرة عبر المؤتمرات الرياضية المتعاقبة فعندما يفقد شخص عضويته في نادي بقرار من فرد أو مجلس إدارة، و دون إعلامه المسبق بل من تحت الطاولة، ومن وراء الكواليس ليحضر إلى يوم الانتخابات ظنا نفسه جسرا أو ركنا من أركان النادي، و هو الذي أفنى شبابه و صرف ليراته و مدخراته في زوايا النادي، أو كان نجما رياضيا حمل على الأكتاف و غنت و رقصت له الجماهير على المدرجات، فإذا به لا يجد اسمه بين أسماء أعضاء النادي، و يقرأ في القائمة أسماء عمال المطعم و سائقي المستثمر فلان و حارس بناء عضو مجلس الإدارة و فتى توصيل الطلبات في الدكان المجاور لمنزل رئيس النادي، كل هؤلاء تتسع لهم صفحات العضوية فيما تضيق على أبناء النادي و لاعبيه و مدربيه و حتى أعضاء إداراته السابقين ، لمن لا يفهم و لا يريد أن يفهم ما هي عضوية النادي فعليه أن يجد مكانا آخر غير الرياضة ليعمل به، و لمن لا يعرف بان العضوية في النادي هي حق المواطنة في جمهورية الرياضة السورية، و لا يحق لأحد أن يحرم أحدا آخر منها إلا بأسباب مبررة و علنية، و في حال الخطأ لا تشطب العضوية الا بعد التحقيق، لا أن يشطب هذا الحق بقلم الحاقدين و المنتفعين و المرتزقة الرياضيين، أو من لا يتسع صدره لنقد هنا أو هناك، عندما نؤمن أن الخيارات السليمة لمجالس الإدارات تبدأ من احترام الأعضاء الناخبين، و أنه إذا كانت عملية الشطب قد حصلت بخطأ هنا أو هناك أو بسبب تقني بحت فيجب فتح باب الاعتراض على قوائم العضوية قبل الانتخابات بفترة زمنية كافية، و أن تكلف لجنة محايدة لا تضم في قوامها أعضاء الفروع الرياضية أصحاب المصالح المباشرة في انتخابات الأندية لأنهم مترقبون و معنيون بالمرحلة الثانية عندما يأتي موعد انتخاباتهم فيطبقون المثل الشعبي (حك لي لحكلك).
2 – ما تشهده انتخابات مجالس إدارات الأندية هذه الأيام مشابهة لانقضاض مباغت يجيده من بقي طويلاً على كرسيه خلال السنوات الماضية، لان بيده القلم و يملك صلاحيات قرار الرياضة السورية بالتصديق على أحكام إلغاء العضويات في الأندية الرياضية.