الوقت الضائع..متغيرات

كل من يتابع نهائيات أمم أوروبا يقتنع أن ستة عشر منتخباً في النهائيات رقم مثالي ولا حاجة للزيادة التي تجعل مباريات الدور الأول تجارية أكثر منها حاسمة كما درجت العادة.

fiogf49gjkf0d


عندما أعلن اليويفا تغيير نظام التأهل ورفع عدد المنتخبات إلى أربعة وعشرين منتخباً اعتبر الكثيرون أن ذلك عامل مساعد لتأهل كل الكبار دون عناء، فماذا تريد المنتخبات الكبيرة أكثر من تأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة إضافة إلى أفضل منتخب يحتل المركز الثالث؟‏


حسابات الحقل والبيدر لم تتطابق خلال الجولات الأربع الأولى وشبح الإخفاق بدا في الظهور وكأن نظام التأهل فخ لم يلتفت إليه المتغطرسون، فنام المدربون والنجوم الكبار في العسل ظناً منهم أن الأسماء تشفع في عالم كرة القدم متناسين أن الغرور وباء اللعبة الشعبية الأولى في العالم.‏


من كان يراهن على وضع العصي بعجلات الطواحين في مباراتين من أربع مباريات؟ ومن كان يعتقد اكتفاء بلجيكا بخمس نقاط من تسع في مجموعة سهلة نسبياً؟ ومن كان يظن تعثّر أبطال العالم مرتين خسارة وتعادلاً؟ ومن كان يتصوّر اكتفاء اليونان بطلة القارة 2004 بنقطة من اثنتي عشرة نقطة محتملة؟ ومن كان يتخيّل خسارة البرتغال بأرضها أمام ألبانيا؟ ومن كان يدور في خلده فوز جزر فارو بأرض اليونان أو تحقيق سان مارينو نقطتها الأولى في التصفيات؟‏


التصفيات باتت مجالاً رحباً لتأهل منتخبات لم تفعل ذلك في الماضي كإيسلندا وويلز وإيرلندا الشمالية وسلوفاكيا..‏


وفي سياق آخر باتت المنتخبات البريطانية الخمسة بموقف مثالي للعبور معاً للمرة الأولى عبر التاريخ، إذ إن تأهل إنكلترا وإسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز حدث مرة واحدة في مونديال 1958 وتأهلها جميعها إلى جوار جمهورية إيرلندا سيكون سابقة ما كان لها أن تتحقق لولا نظام التأهل المتراخي!‏


محمود قرقور‏

المزيد..