الوقت الضائع…ذبذبات مونديالية

نعيش الفصول الأخيرة من رحلة التتويج المونديالية، ولأن المونديال البرازيلي حفل ببعض الغرائب والعجائب فقد لفت الأنظار أن متصدري المجموعات الثماني

fiogf49gjkf0d


حجزوا مكانهم في الدور ربع النهائي كسابقة لم تحدث في تاريخ كأس العالم منذ ارتفاع عدد المنتخبات إلى أربعة وعشرين منتخباً تزامناً مع ابتداع دور الستة عشر.‏


ثبت مونديالياً أن الدور الأول ليس معياراً للحكم على فوز منتخب ما باللقب العالمي الكبير والشواهد كثيرة، فمن كان يراهن على فوز إيطاليا باللقب عام 1982 بعد تعادلها في المباريات الثلاث مع بولندا والبيرو والكاميرون؟ ومن كان يتصور فوز ألمانيا الغربية بالكأس الأغلى 1954 وهي التي مُزقت شباكها ثماني مرات بمباراة واحدة وإحدى عشرة مرة خلال الدور الأول؟‏


أمر آخر يلفت النظر وهو أن أصحاب الصدارة ليسوا بالضرورة أن يكونوا متوجين في نهاية المطاف، فكتب المونديال تشير إلى أربعة أبطال حلّوا في المركز الثاني خلال دور المجموعات وهم ألمانيا الغربية 1954 و1974 والأرجنتين 1978 وإيطاليا 1982.‏


تحدث الجميع عن منتخبات هولندا وكولومبيا والأرجنتين وبلجيكا وهي المنتخبات الأربعة التي حققت العلامة الكاملة في دور المجموعات، وحقيقة الأمر أن ثلاثين منتخباً قبل هذه النسخة حقق العلامة الكاملة خمسة منها فقط حازت اللقب وهي الأورغواي 1930 و1950 والبرازيل 1970 و2002 وفرنسا 1998 وولو نظرنا بعين العقل والمنطق بعيداً عن العواطف لاعترفنا أن هولندا كانت قاب قوسين أو أدنى من الخروج ولم تكن الأرجنتين أحسن حالاً.‏


الكثيرون تحدثوا عن نهائي برازيلي أرجنتيني مرتقب وهذا حلم لم يتحقق مونديالياً، ولكن جني العسل يتطلب تحمل لسعات النحل، وحقيقة لو لم يكن المنتخبان محظوظين لما عبرا دور الستة عشر، ولم يكن المنتخب الألماني المرشح لمعانقة الكأس أحسن حالاً لأن الأشقاء الجزائريين كشفوا كل عيوبهم وأدخلوا الشك إلى نفوسهم.‏


محمود قرقورا‏

المزيد..