الأقدار ابتسمت لمحبي المونديال فلولا جزئيات صغيرة جداً لخرجت البرازيل والأرجنتين وهولندا وألمانيا قبل الأوان غير مأسوف عليها،
دون أن يقول أحد: المونديال خسرها لأنها ظهرت باهتة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، ولو أنصفت الكرة لما وجدنا أحداً بين الكبار، ولذلك المنطق الغريب للكرة هذه المرة كان لمصلحة المونديال وليس العكس، فلو امتلكت منتخبات المكسيك وسويسرا والجزائر وتشيلي قليلاً من الحظ لكانت في عداد الأدوار المتقدمة موجهة ضربة قوية للمونديال ولعاشقي المواجهات الكلاسيكية الكبرى، فباستثناء فرنسا وكولومبيا الفائزتين على نيجيريا والأورغواي بهدفين فقد جاءت البقية متوازنة،فركلات الحظ الترجيحية اختارت البرازيل على حساب لاروخا تشيلي بعدما تعاطفت العارضة مع البرازيل، ومعها اهتزت قلوب كل البرازيليين ومنهم من مات متأثراً بالصدمة في سيناريو كان قريباً جداً من مأساة الماراكانا قبل أربعة وستين عاماً، وبعد ذلك تكفل الحارس خوليو سيزار بأخذ دور البطولة على غرار ما فعل سلفه تافاريل في مونديالي 1994 و1998.
ودقيقتان فقط حالتا دون رؤية التريكولور المكسيكي في ربع النهائي وكأن ذلك مكتوب على جبين كل مكسيكي، لأنه باستثناء الاستضافتين 1970 و1986 لم يصل أحفاد الأزتيك لربع النهائي، والمؤسف أن فريق المدرب ميغيل هيريرا لم يستفد من الدروس السابقة، ويمكن القول إن المواجهة أمام الطواحين نسخة فوتوكوبية للمباراة الشهيرة أمام ألمانيا في مونديال 1998التي انتهت كما نتيجة هذا المونديال 1/2، والخبرة وحدها حالت دون تأهل الجزائر لربع النهائي ويحسب للألمان أنهم استفادوا من الدرس المجاني الذي قدمه الجزائريون والألمان معاً عام 1982 فالمدرب لوف ولاعبوه احترموا الجزائريين هذه المرة فخطفوا بطاقة العبور بصعوبة بالغة، وفقدان التركيز لمدة جزء من الثانية وهم المعروفون بدقة ساعاتهم جعل السويسريين يندبون حظهم على خسارة لم تكن مستحقة أمام التانغو الأرجنتيني، ولو توافرت الخبرة في التوقيت المناسب لسارت المباراة نحو ركلات الحظ الترجيحية وعندها لا أحد يراهن على أحد، ولو لم تمتلك الأرجنتين لاعباً بحجم وعبقرية ليونيل ميسي لخرجت أمام منتخب مغمور فكانت التمريرة المارادونية من اللاعب ميسي والتهديف على طريقة لاعب يستحق البصمة المونديالية وهو أنخل دي ماريا.
رقم قياسي
لفت الأنظار أن خمساً من المباريات الثماني سارت لوقتين إضافيين كرقم قياسي لم يسجل بتاريخ كأس العالم وهي مباريات البرازيل مع تشيلي وكوستاريكا مع اليونان وكلتاهما حسمت بالترجيح بعد التعادل 1/1 وألمانيا مع الجزائر 2/1 والأرجنتين مع سويسرا 1/0 وبلجيكا مع الولايات المتحدة 2/1 والمباريات الثلاث انتهى وقتها الأصلي سلباً، والرقم السابق كان أربع مباريات خلال الدور ذاته لمونديال 1990 في إيطاليا ووقتها سارت مباريات إنكلترا مع بلجيكا وجمهورية إيرلندا مع رومانيا والكاميرون مع كولومبيا ويوغسلافيا مع إسبانيا نحو التمديد. واللافت أن خمساً من المباريات الثماني استحق نجوميتها حراس المرمى كسابقة مونديالية أيضاً فكان الحارس البرازيلي سيزار والكوستاريكي كايلور غامبيا والجزائري رايس مبولحي والأميركي تيم هاوارد والمكسيكي أوشوا حاضرين بقوة، وهذا يفسر انخفاض نسبة التهديف في الدور الثاني.