دور المجموعات انتهى بكوارث كروية حقيقية…ثلاثة أبطال ودّعوا دون بصمة

متابعة- الموقف الرياضي: مرّ أسبوعان على انتهاء الدور الأول لكأس العالم الذي شهد خروج ثلاثة أبطال دفعة واحدة وهم إيطاليا وإنكلترا وإسبانيا،

fiogf49gjkf0d


وهو سيناريو مشابه للذي حدث خلال مونديال 2002 عندما خرجت فرنسا والأورغواي والأرجنتين، والمداد لم يجف بعد في الإشارة إلى ذلك تلميحاً أو تصريحاً، ومن النقاد من يقول إن إنكلترا لم تنصفها الكرة ومنهم من رأى أن المنتخب لم يكن أهلاً للعبور، ولكن لم يجدوا مبرراً للصورة الباهتة التي ظهر عليها الماتادور الإسباني ومنتخب السباكيتي الإيطالي، فما الذي حدث للكرة الإنكليزية والإيطالية وماذا أصاب أبطال العالم وما أسبابه؟ إليكم وجهة نظرنا..‏‏



إسبانيا‏‏


الترشيحات المسبقة التي سبقت البطولة أضرت بالمنتخب الإسباني، غير أن المدرب ديل بوسكي لم يكن موفقاً في خياراته وخصوصاً الاعتماد في الخط الأمامي على دييغو كوستا الذي افتقر الجاهزية التامة قرب نهاية الموسم بسبب الإصابة المتلاحقة، ولا نتجاهل أن اللاعب جُوبه بصافرات الاستهجان كلما امتلك الكرة بسبب تفضيله إسبانيا على بلده الأم البرازيل، وكذلك تقدم بعض اللاعبين بالسن ومنهم من اعتزل بهدف حفظ ماء الوجه، ومنهم من لايتوقع استدعاؤه فيما بعد، والأهم افتقار الروح التي عُرفت عن الإسبان في السنوات الأخيرة، ولم يكن الحارس كاسياس عند حسن الظن والرهان عليه هذه المرة لم يكن بمحله ومقولة نصف الفريق لم تنطبق عليه هذه المرة، بل ارتكب هفوات ساذجة لا يقع بها حارس مبتدئ وهو السبب المباشر للخسارة الثقيلة أمام هولندا، وربما الموسم الطويل للأندية الإسبانية وتأهل ثلاثة أندية لنهائي البطولتين الأوروبيتين كان مفعوله عكسياً، ولم يكن تصريح المدرب ديل بوسكي بعيداً عن المنطق عندما قال قبل انطلاق المونديال إنه لم يشعر بتعطش اللاعبين للعب وكأنهم شبعوا ألقاباً وهذا أشبه بالسم القاتل بكل المعايير.‏‏


إيطاليا‏‏


بدا المدرب برانديلي متخبطاً في خياراته قبل انطلاق البطولة، وعند الامتحان لم يستثمر الفوز الكبير على إنكلترا معنوياً، ولم يستفد من الدرس المجاني الذي قدمه منتخب كوستاريكا عندما أجهز على الأورغواي في الشوط الثاني، فدخل الآزوري المباراة مغروراً والغرور يهدم في ساعة ما ييبنى في أعوام، فكان العقاب عن سبق الإصرار والتصميم، لدرجة أن حكم المباراة صادر ركلة جزاء لاغبار عليها لمنتخب كوستاريكا المجتهد الذي لم يسرق صدارة المجموعة التي أوقعته بين ثلاثة أبطال مرشحين للفوز بكأس العالم، وربما عدم قتل المباراة بهدف مبكر من فرصتي بالوتيلي زاد ثقة كوستاريكا رويداً رويداً، والغريب أن إيطاليا لم تكن جدية في إدراك التعادل، وعندما جاءت المباراة الحاسمة مع أورغواي حيث التعادل كاف للعبور بفارق الأهداف، بدا المنتخب بلا روح وزاد الأمور تعقيداً البطاقة الحمراء بوجه ماركيزيو في توقيت مهم، وكأن الحمراء في تلك المباراة قدراً محتماً لأن المدرب برانديلي استبدل بالوتيلي المنذر خشية الحمراء فوقع ماركيزيو بالفخ ومع الحمراء سُدت المنافذ بوجه الأزرق رغم أن بوفون كان رجل المباراة.‏‏


إنكلترا‏‏


لم يكن أحد يتصور أن إنكلترا بتشكيلتها المزيج بين الخبرة والشباب ستوقّع على وثيقة المشاركة المونديالية الأسوأ عبر تاريخها الممتد منذ مونديال 1950 الذي أقيم في البرازيل، ورغم أن الخروج كان متوقعاً بدرجة ما إلا أن الاكتفاء بنقطة لم يدر في خلد أحد، فصُفعت إنكلترا للمرة الثالثة خلال دور المجموعات بعد 1950 و1958 ولكن رصيدها نقطة واحدة هو الأسوأ في مشاركاتها الأربع عشرة، وأسباب ذلك أن المهاجم واين روني لم يكن روني الدوري الإنكليزي في مشاركته المونديالية الثالثة فسجل هدفاً من كرة مقشرة وأضاع فرصاً سهلة، وربما المدرب لم يساعده ليترك بصمته عندما اختاره على الجهة اليسرى وخلف المهاجمين الصريحين ستوريدج وويلبك، والقائد جيرارد لم يكن بأحسن حالاته وكأن إضاعة لقب الدوري في الأمتار الأخيرة ضربه في الصميم فأتى مثقلاً بهموم نفسية كثيرة، ولا نتجاهل أن الزج بعناصر صغيرة في محفل عالمي مغامرة محفوفة بالمخاطر وسلاح ذو حدين فليس كل اللاعبين مايكل أوين، والغريب أن الاتحاد الإنكليزي جدد الثقة بالمدرب.‏‏

المزيد..