ليس هناك أصعب من تدبر هذه الأزمة الكروية..! …. أزمة نتائج ، أزمة سقوط وأزمة مابعد نهاية دورة زمنية بعينها أقدر مايكون عليه الجهد أحياناً من خرافية لحفر الطريق نحو القمة ..
وأقدر أكثر منه مايحتاجه ضبط التوازن والبقاء لأطول فترة ممكنة في القمة برغم جاذبية القاع، من حكمة ودراسة وصبر وحسن إدارة..!!
لكن من يصعد دائماً يعرف أنه سيقع يوماً وإن وقع نهض سريعاً من كبوته وعاود رحلة الصعود، لتستمر الحياة وجدلية الصعود والنزول من جبل إلى جبل..!!
الذين يدخلون بين الحين والآخر كهوف التاريخ لمطالعة سير ذاتية للأندية لاستقراء لحظات زمنية بعينها يقفون على منحنيات كثيرة ترتسم في صفحات تلك الأندية مثلما يرسم على وجوهنا تجاعيد ومنعرجات..!!
ويكون ضرورياً عند القراءة والاستقراء أن نعترف بوجود دورات زمنية يكون عبورها في مدة قياسية عند بعض الأندية هو ماتضطلع عليه بالأنطولوجية أو بالأسطورية..!!
وجدت أن السيوف سلت من أغمادها وأن جمرات النقد الشرس اشتعلت من رمادها وأن الإقصاء على مرارته وفظاعته أذن بنهاية ماقيل إنه وهم كبير، ولغاية الآسف بعض العبارات التي قذفت في وجه الأهلي( الاتحاد) ( لاعبين وجهازاً فنياً وإدارة) من دون التماس أدنى عذر ومن دون اعتبار لأي منطق في التحليل ومن دون أخذ بأحكام التاريخ لانستطيع أن نعطيها قدراً أدنى من الموضوعية..!!
قطعاً هي نهاية دورة زمنية لم يكن للأهلي بكافة مكوناته أي ذنب فيها فلا هو أذنب عندما كابر وعاند ليظل واقفاً على رجليه ، يتحدى ويسابق الزمن ويحصد الألقاب رغم رياح الشيخوخة التي تهب بتصريف من فلسفة الكون ولاهو أذنب عندما أخفى حتى عن نفسه حقيقة أن مرحلة ستنتهي وأخرى ستبدأ..!!
وإذا كانت هناك هواية في التفكير والتدبير فهو أن إدارة الأهلي جاملت واقعها كثيراً، أبداً لم تقتنع بأن محرك الانتصارات قد تعطل وأن الأمر يحتاج من المحارب إلى لحظة زمنية ليستريح ليلتقط الأنفاس ليغير مايجب تغييره ثم يعاود الرحلة على ذات النحو الذي تفرضه اسطوريته وتاريخيته ورمزيته أيضاً..!! ويكون لزاماً للاستئناس أكثر منه للقياس أن يعود الأهلاويون إلى تاريخهم ليقفوا على مايطبعه مثل أي تضاريس من نتوءات من مسالك وعرة وأيضاً من مراحل بعضها تأسس على بعض، فما قامت الانتصارات إلا على حطام الهزائم وما أنبنت الإنجازات إلا على أنقاض الإخفاقات..!!
ومنتهى الحكمة أن ترى إدارة الأهلي بكامل الشجاعة والوضوح وجهها في مرآة هذا الزمان، أن تعرف بمطلق الأمانة ماينبغي إصلاحه وترميمه وإن كنت مقتنعاً أن مايستطيع أن يصلح مابالصورة من خدوش هو إيجاد مدير فني جديد، فالمدربون الأهلاويون أعطوا مالديهم واستنفدوا كل الحيلة والبراعة من اصطياد الألقاب ولم يعد من باب المجازفة أن يبحث الأهلي عن ربان فني جديد يعطيه القدرة على أن يكون متطابقاً مع حاضره..!!