متابعة- أنور الجرادات: اهتز عرش كرة القدم السورية بتنفيذ حكم الهبوط في عميد انديتها الأهلي (الاتحاد) بعد 64 عاما من ظهوره في صدارة الأحداث..
ارتوت ملاعب حلب الخضراء بدموع الأوفياء والمخلصين من الذين كانوا يبحثون عن الأمل للعزيز الذي أذله زمن الدوري..!!
الأهلي.. القلعة التي شيدت بصخر الزمن الفولاذي عام 1950 .. الأهلي.. انهارت القلعة.. تلك الحقيقة المرة الحقيقة الحزينة .. حقيقة الهبوط الاختياري مع سبق الاصرار والترصد لعميد الكرة السورية الأهلي /الاتحاد/ للدرجة الثانية..!!
هل هو الحدث؟.. نعم هوالحدث.. لأن فريقا بقيمة الأهلي.. وتاريخ الأهلي.. وثقل الأهلي .. ينزل.. ولأن صرحاً شامخاً يهوي.. لابد أن يشكل الحدث.. ويبعث الحزن.. ويلون الأيام الخضراء بالذبول والقتامة.. كيف يمكن أن نتعامل مع هبوط الأهلي؟.. كيف نحاصر الأسباب ونبحث عن مبررات ونستجدي الاضطرابات؟
كيف نسأل: ما معنى أن ينزل الأهلي للدرجة الثانية؟ ما التفسير؟
كيف نسأل: مامعنى ما قالوه من مبررات واعتذارات وماأعلنوه من أخطاء وكيف يمكن أن يضمنوا (التوبة) بهذه الاعترافات؟
ألا يستحق فريق كبير نزل للدرجة الثانية أن يحاسبه الرأي العام!؟ أن يحاكمه أدبياً عشاقه وأنصاره والمتعاطفون مع تاريخه.. ثم..
هل في زمن الاحتراف والعلمية والكمبيوتر نتعامل بالعواطف.. هكذا؟
الأهلي نزل.. أخطأنا.. سامحونا… سنعيده لمكانه!!
هل هذا هو المنطق السليم؟ ومن يضمن لعشاقه أنه سيعود لدوري المحترفين بعد عام؟ مادام لم يضمن بقاءه فيه.. ومن يضمن أن يعود بعد عام أو عامين أوعشرة أو لايعود؟
إن من حق الرأي العام أن يتعرف بكل شفافية على كل وليس بعض أسباب النزول.. وأن تتم المساءلة من دون تعتيم أو (قمع معلوماتي) ..
وبعدها أن يطرح (المخطئون) خطتهم واستراتيجيتهم للمستقبل وكيف ستتم إعادة هيكلة الفريق وكيف ستتم عملية البناء؟
وهل الحلول المطروحة كافية وقادرة على إعادة الدرجة والهيبة وماء الوجه لواحد من أعرق الأندية السورية؟
إنها ستكون مساءلة… محاكمة رياضية وبعدها سيقول الرأي العام كلمته وسيختار، وهل سيسامح المخطئين ويجدد فيهم الثقة للاستمرار أم سيرفضهم وسيختار من الجيل الجديد من يرى فيه الكفاءة والنهوض بالفريق وبعودته إلى عرشه المسلوب!!
هل سيحدث هذا؟
طبعاً سيتشبثون بالجمعية العمومية وقد لايأبهون بالرأي العام.. ولكن لماذا تتم (الاستهانة) بالجمعية العمومية!؟ هل هي لاتتمتع بالمصداقية؟ أليست مؤلفة من أبناء النادي.. من غيورين على مصلحته قبل مصلحة الأفراد..؟
الدوري نفذ حكم الهبوط في عميد الأندية السورية والجلاد لم يكن سوى اتحاد الكرة الذي نهنئه على هذا العمل الذي ينم عن حرصه على جميع أبنائه والقصد هنا الأندية من حيث المراعاة والاهتمام والاحساس بظروف ابناء الأندية فيجب عليه ألايكيل بمكاييل عديدة وأن يتقي الله بالأندية وخاصة تلك التي مرت بظروف قاهرة مثل الأهلي (الاتحاد).