هي المفاجآت ملح المونديال..!…لامتعة بلا تلك التي تكسر ايقاع التوقعات وتقلب موازين الورق الباهت والحسابات الجامدة
التي تستند إلى التاريخ وأسماء النجوم الرنانة فتتوقف قلوب عشاق المنتخبات الكبيرة عندما تسقط هذه الأخيرة «بالضربة القاضية والقاضية الفنية» في مواجهات تبدو محسومة مسبقا..!
هذه كوستاريكا تمضي على حساب ايطاليا وانكلترا والاورغواي الثانية في مجموعتها كحصان أسود أبهر العالم بأداء جماعي وتألق متعدد الوجوه، ثم تأتي كولومبيا لتصنع التاريخ أيضا في مونديال السامبا، مونديال السحرة حين جاءت من البعيد وفي جعبتها التاريخية ثلاثة انتصارات توزعت على مشاركات 90و94و98 فيما كانت مشاركتها الأولى 62 بلا فوز وشاءت المصادفة أن تخسر أولى مبارياتها في مونديال 62 أمام الاورغواي لتعود وتتجاوز فريق سواريز «المطرود» في دور الـ 16 لتنتقل للمرة الأولى إلى ربع النهائي لكن سوء الحظ أوقعها مع البرازيل.
ويأتي الكولومبي جيمس رودريغيز ليسرق الأضواء من الجميع بعد تسجيله خمسة أهداف وصدارته لأفضل لاعبي دور المجموعات مع مرور شريط مباريات فريقه حيث سجل في كل مباراة وصنع هدفين في مواجهة اليابان وأتى هدفه الأول على الاورغواي بكثير من البراعة والمهارة والتقنية العالية ليكون في لائحة الأجمل بين أهداف المونديال فيما يشتعل عداد الأرقام في رصيد ناديه الفرنسي موناكو بعد هذا الظهور الكبير.
شريط المفاجآت بدأ مع خسارة الاسبان القاسية أمام هولندا واستمر مع فوزي الاورغواي على اسبانيا وانكلتر ومرّ عبر كوستاريكا وكولومبيا.
وتألق لم يكتمل للفريق الايراني مع الارجنتين وابداع مشهود كروياً للفريق الجزائري صرخة العرب في المونديال حيث الرباعية الأولى عربياً وافريقياً على كورياج والتعادل مع روسيا ومقارعة الماكينات الالمانية بندية عالية نقصتها الحنكة والخبرة ليخرج بعد أن بصم وبقوة.
إنها حكاية كل مونديال حيث يتسلل «الملح» في شريان البطولات ليضفي مزيداً من النكهة والاثارة على البطولة.. مع تدفق المحللين والخبراء إلى الكواليس والطرائف ليأتي ماهو خارج الملعب أيضاً فتكتمل عناصر الدهشة والجنون الكروي في ملامح اللوحة العامة..!
إنه المونديال.. وهذا العام في بلاد السامبا، بلاد حملت اللقب خمس مرات.. والسؤال عن اللقب العشرين في البطولة؟ وهل تحدث معجزة ما فيدخل إلى اللائحة بطل جديد؟!.
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com