حلب – عبد الرزاق بنانة :في ظلمة تعيشها كرتنا الوطنية أنارت كرة الاتحاد ليلها الطويل بإنجاز آسيوي يسجل لها رغم كل الإمكانيات المتواضعة قياساً للأندية المشاركة في البطولة ذاتها ورغم كل المصاعب
التي لاقتها كرة الاتحاد قبل إقلاعها واستعدادها لهذه البطولة.. كأس الاتحاد الآسيوي هذا الحلم الذي تحقق له حكاية ورواية امتزجت بعرق وجهد اللاعبين وتعب الإداريين والفنيين في النادي ومن ورائهم جماهير النادي ثم جماهير كل الأندية التي انصهرت في بوتقة واحدة قبل وأثناء وبعد المباراة النهائية للبطولة. فرحة الفوز بكأس الاتحاد الآسيوي كانت استثنائية في كل
المقاييس شارك فيها كل مواطن سوري ورقص على أنغامها كل الاتحاديين في ليالٍ تواصلت حتى الفجر لتتكون أجمل لوحة وطنية طغى عليها اللون الأحمر بعد غياب طويل عن منصات التتويج للقلعة الحمراء التي اشتاقت لهذا التتويج . قصة البطولة لها حكاية ومسبباتها نعرضها في السطور التالية :
بداية ونهاية فنية رائعة
نبدأ بالحديث عن الجانب الفني حيث وصل رجال الاتحاد الى قمة عطائهم في هذه البطولة ويعود الفضل في ذلك للمدرب الروماني تيتا الذي بدأ العمل منذ ثلاثة سنوات بخطة لعب حديثة ومتطورة تعتمد الأداء الجماعي كنهج أساسي للفريق فكان أن تعرض الفريق خلال السنوات الماضية لعدة انتكاسات بعد أن ضاع لقب الدوري منه وهو على بعد خطوات منه والآن جاء الحصاد بعد أن وصل الفكر الكروي للاعبين الى مرحلة متقدمة ساهمت باستعدادهم الى تقبل وتنفيذ تعليمات مدربهم الذي حمل معه عنوان رئيسي وهو التطور الذي بات إحدى سمات نادي الاتحاد وتنفيذ الخطط التكتيكية الحديثة لمواجهة الأندية الآسيوية بالاعتماد على اللعب الجماعي فالمجموعة الاتحادية الحالية افتقدت الى اللاعب الهداف الموهوب فكانت الخيارات لتسجيل الأهداف التي سجلها الفريق خلال البطولة فمعظمها كانت من نصيب لاعبي الوسط والمدافعين وكانت استراتيجية الفريق تحصين المواقع الدفاعية من خلل اللعب بأربعة مدافعين وفي الوسط بخمسة لاعبين وبمهاجم واحد وتبقى كلمة حق تقال للمدرب تيتا بأن قراءته ودراسته للأندية التي لعب أمامها كانت سليمة وقدم لها الخطط المناسبة لكل مباراة على حدة واستطاع قراءة كل دقيقة في كل مباراة لعبها الفريق كما استطاع التوفيق في مزج عناصر الشباب مع الخبرة لتكوين فريق قوي ويجب الإشارة هنا الى مساهمة مساعدي المدربين وهما الروماني الكسندر والوطني عبد اللطيق مقرش الذي بدأ إعداد الفريق قبل وصول المدرب تيتا إضافة الى مدرب حراس المرمى مصطفى جبقجي والكادر الإداري والكادر الطبي لقيادة الدكتور أحمد كنجو والمعالجين محمد عكاش وضحى كوكة . ولا ننسى أنه قد رافق الفريق الجانب الفني الروح القتالية العالية التي لعب فيها الفريق من خلال الحماس والاندفاع المنقطع النظير وهي أسلحة تفوق مـــن خلالهــــا على كافة الأندية المنافسة في بطولة آسيا .
إدارة وعمل شاق
أما الجانب الفني فقد تمثل بالخطط والبرامج والحافز المادي الذي وضع ضوابطه رئيس النادي محمد عفش فانعكس إيجاباً على الأداء الفني للاعبين وساهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار للاعبين والجهاز الفني والإداري ورافق عمل رئيس النادي أعضاء الإدارة وهم المجموعة الشابة التي كانت منسجمة ووقفت صفاً واحداً واعتبروا نفسهم جنوداً في سبيل تحقيق الإنجاز ولا ننسى الجهد الكبير للجنود المجهولين وهما المدير الإداري لكرة الاتحاد مالك سعودي وإداري الفريق سعد سعد اللذان وفرا كل مستلزمات راحة اللاعبين والجهاز الفني ومتابعة كل ما يخص الفريق إدارياً .
قيادة ومعنويات عالية
الدعم والمؤازرة الرسمية تجلت في قمتها من خلال المتابعة اليومية للسيد محافظ حلب المهندس علي أحمد منصورة ولم يتوقف دعمه عند متابعة الفريق واستعداده في كل شاردة وواردة بل تعدى ذلك الى الدعم المادي فكان للسيد المحافظ الدور الرئيسي في نجاح الفريق فيما كان للقيادة الرياضية متمثلة بالسيد اللواء موفق جمعة رئيس الاتحاد الرياضي ونائبه الدكتور ماهر خياطة ورئيس اتحاد كرة القدم السيد فاروق سرية الذين تابعوا مباريات الاتحاد على الطبيعة وساهموا في رفع معنويات الفريق وتذليل كل ما اعترضه من صعوبات فكان لتلك الوقفة الأثر البالغ لدى جماهير الاتحاد التي لعبت دوراً كبيراً في نجاح الفريق وكانت اللاعب رقم /12/ في المباريات التي أقيمت في استاد حلب وقدمت كل ما يمكنها من جهد وتضحية على كافة السبل للوقوف خلف فريقها كما لا ننسى دور الجالية السورية في الكويت قبل وأثناء وبعد المباراة النهائية ووقوفها الى جانب الفريق رافعة أعلام الوطن معبرة عن انصهار الأنا بالروح الوطنية ونسيان نقطة الدوري المحلية في سبيل خطف الكأس الآسيوية لتكون سورية إضافة الى دعمها المادي غير المحدود والسخاء غير المحدود بعد الاحتفال بالفوز التاريخي للأهلاوية .