اللاذقية- سمير علي :في أقوى مباريات كأس الجمهورية على الإطلاق حسم نسور تشرين أبطال الإياب صراع النسور(شعار الناديين) بينهم وبين نسور الجيش أبطال الدوري لمصلحتهم وحجزوا لأنفسهم مكاناً في الدور نصف النهائي، بعدما حققوا النتيجة المطلوبة مؤكدين استمرار العقدة التشرينية في وجه الكرة
الجيشاوية والدوري معاً، بعد ملحمة كروية للذكرى استحق في نهايتها مدرب تشرين ولاعبوه تقدير وأعجاب كل من تابعهم على شاشة التلفزيون بعدما أعطوا درساً نموذجياً وخصوصاً في تحويل الخسارة إلى تعادل، بسلاح كروي واحد ووحيد ألا وهو سلاح العزيمة والإصرار والإرادة والتصميم وهاكم التفاصيل…
صفران باللاذقية
بعد نتيجة مباراة الذهاب والتي انتهت بالتعادل السلبي وأجلت الحسم إلى العباسيين حزم لاعبو تشرين حقائبهم متوجهين إلى العاصمة مصممين على تحقيق نتيجة تؤهلهم إلى الدور نصف النهائي رغم صعوبة مهمتهم لأن خصمهم عنيد ولكن طموحاتهم في تخطي مستضيفهم كانت أكبر لقناعتهم بأن عبور بوابة الجيش يعني بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية وتحقيق حلم راود التشرينيين منذ زمن طويل، لأنهم على ثقة بأن من يخرج الجيش من المسابقة قادر على إخراج النواعير..
درس خصوصي بدمشق
أعطى لاعبو تشرين بأدائهم الجماعي والرجولي واستبسالهم الدفاعي وعدم اليأس وتعاملهم مع مجريات المباراة رغم تأخرهم بهدفين إلى ماقبل نهايتها بثلث ساعة درساً خصوصياً في الوصول إلى النتيجة المطلوبة(3*3) بعدما تقدم الجيش ثلاث مرات 1*0 ثم 2*1 ثم 3*1 ، مؤكدين من خلال هذه النتيجة بأن كرة القدم تسعون دقيقة وعلى اللاعبين عدم الاستسلام للخسارة والشعور باليأس واللعب بجدية وبشعور عالٍ بالمسؤولية حتى النهاية، وهذا كان حال لاعبي تشرين في مباراتهم أمام الجيش والتي كان لمدرب المجتهد هيثم جطل دوراً هاماً في قلب نتيجتها من خلال تبديلاته الموفقة والناجحة بإشراك ربيع جمعة الذي سجل هدف التعادل ، والتأهل.
حكاية تستحق الرواية
خالف فريق تشرين معظم التوقعات التي رجحت تأهل فريق الجيش على حسابه بعد تعادله معه في اللاذقية، لأن فوزه بهدف في دمشق يعني انتهاء الحكاية، وبداية حكاية الثنائية الجيشاوية، لكن حكاية تشرين مع الجيش حكاية مثيرة للجدل وهي ليست وليدة اليوم بل عمرها سنوات، وتحديداً منذ أن فاز تشرين على الجيش بعد حله ثم صعوده للأضواء 5*1 بعدها تنافسا معاً على بطولة دوري موسم 1996/1997 والتي حسمها تشرين لمصلحته وخطف لقب البطولة من الجيش واستمرت الحكاية بعد هبوط تشرين وعودته للمشاركة بدوري المحترفين عندما ألحق هزيمة تاريخية بالجيش في دمشق وهزمه 7*3 ومن يومها ومباريات الفريقين مثيرة وحماسية وقوية وتستحق لقب القمم الكروية، وفوز أحدهما على الآخر يعني الكثير..
العقدة التشرينية مستمرة
لم تتوقف العقدة التشرينية للكرة الجيشاوية واستمرت هذا العام في مسابقة الدوري عندما تعادل الفريقان في اللاذقية بهدف لهدف، واعتقد الجميع بأن الجيش سيفوز في مباراة الإياب لكن تشرين فعلها وهزم الجيش بدمشق بهدفين مقابل هدف واحد، وشاءت القرعة أن يلتقي الفريقان مجدداً في الدور ربع النهائي من مسابقة الكأس، وخلالها انتقلت العقدة من الدوري إلى الكأس فتعادل الفريقان في مباراة الذهاب في اللاذقية 0*0 وحسم تشرين تأهله على حساب الجيش في دمشق عندما تعادل معه 3* 3وهكذا استمرت العقدة التشرينية تلاحق الكرة الجيشاوية.
مناشدة
بعد انتهاء المباراة ابدى مدرب تشرين الكابتن هيثم جطل فرحته الكبيرة بتأهيل فريقه مهنئاً وشاكراً لاعبية على أدائهم الرجولي ، مناشداً جميع التشرينيين بالحفاظ على جميع لاعبي الفريق الحاليين لأنهم شرفوا نادي تشرين بنتائجهم هذا الموسم وتأهلوا إلى الدور نصف النهائي على حساب الجيش بطل الدوري والذي تفوق إمكاناته المادية أضعاف إمكانات نادي تشرين .
آخر الكلام
أثبت فريق تشرين بأنه فارس الكرة السورية هذا الموسم بعدما نال المركز الثالث بدوري المحترفين عن جدارة واستحقاق وبعدما أخرج الجيش بطل الدوري من مسابقة الكأس وبات أقوى المرشحين للعب المباراة النهائية ونيل كأس الجمهورية لأول مرة في تاريخه، إذ قدم في مبارياته القادمة نفس الأداء والمستوى الذي قدمه أمام الجيش مع تمنياتنا لتشرين بالتوفيق…..