للأسف لن يحظى مدرب المنتخب والجهاز الفني بشهادات التقدير والاستحسان التي وعدوا بها، والتي وعد البعض بتقديمها لهم على رؤوس الأشهاد
إذا ما تجاوز المنتخب ومدربه العقبة العمانية – بعد السنغافورية طبعاً – لكن الشيفرة كانت محكمة لدرجة العجز عن تفكيك طلاسمها وفتح مغاليقها لتحقيق الفوز..!
نقول هذا الكلام على أساس أن «الشيفرة» السنغافورية كانت أسهل، بل لم تكن هناك سوى شيفرة التواضع الفني، فكان حل العقدة برباعية جعلتنا نصاب بالدهشة والاستياء من خسارتنا الأولى أمام فريق يحبو فنياً في عالم الكرة..!
وبالعودة إلى مباراتنا مع عمان فقد كانت النتيجة أقرب لمنطق مجريات المباراة التي تعامل فيها لاعبو الفريق الخصم بكثير من الحذر والعقلانية ودون تسرع إزاء تخبط وتوهان لاعبينا وجهازنا الفني، وكثرة الأخطاء في الوقت الذي كنا نحتاج فيه إلى مستوى عال من التركيز والمتابعة والثقة بالنفس.. حتى قراءة المباراة فنياً كانت ضعيفة فسارت مجرياتها كما يريد الفريق العماني الذي ظفر بها رغم تواضع مستواه في هذا اللقاء..!
وإذا أردنا أن ننظر إلى الصورة بكامل تفاصيلها فإن الصدمة كانت مبكرة منذ خسارتنا أولى المباريات مع الفريق العماني نفسه وبنفس الطاقم الفني الذي تعرف على خصمه وفشل في إدراك مفاتيح خصمه فضاع الجميع في الملعب..!
وللأمانة أيضاً فإن الجهاز الفني «القديم، والمتوسط، والمتجدد» فشل في فك الشيفرة الآسيوية بكل وجوهها، وبالتالي تقع المسؤولية على الجميع.. ومعهم، بل قبلهم، اتحاد الكرة الذي أراد اللحاق بما أضاعه في الوقت ما بعد بدل الضائع مهدراً الفرص لدواع غريبة وعجيبة، ومنها ما يتعلق بالظروف لكن أكثرها يتسم بشيء من السلبية إزاء القيام بالفعل الحقيقي في لحظته.. ونعني هنا التعاقد مع مدرب يحقق الثبات والاستمرار حين كان ذلك متاحا عبر حسام السيد نفسه، لكن بدلاً من أن يسارع الاتحاد الرياضي لتسهيل الأمور وقف متفرجاً ومتمسكاً بشروط محددة.. وهو أمر يذكرنا برد أحد أعضاء المكتب التنفيذي الذي تحدث عن تعاون وتضحية وثقة متبادلة، ونسي هذه الحالة وكأن الميزان له ساعته وحساباته التي لا ندركها جيداً نحن البسطاء..!
مهما كانت الأسباب والأعذار التي ستقال أو تختلق، فقد كانت علائم الضياع بادية قبل المباراتين.. وكل الحجج واهية أمام تبديد حلم كروي آخر ينبغي أن نحقق في أسباب ضياعه ونحاسب المسؤولين عنه، هذا إذا..!
غســـــان شـــمه
gh_shamma@yahoo.com