صوت الموقف (رعايــــــة أم..؟!)

يخوض بعضهم غمار الرعاية الرياضية، باندفاع وشغف، وفي ذهنه تصورات خاصة به في كيفية ممارسة هذه الرعاية،

fiogf49gjkf0d


فيتحول هذا الاندفاع، أحياناً، إلى نوع من الفرض والوصاية يتسبب بأزمات للجهة التي يقوم برعايتها أو دعمها.‏


يبيح «الراعي» لنفسه التدخل في عمل الإدارات الرياضية، في هذا النادي أو ذاك، ونراه يتدخل بتعيين المدرب الفلاني، وفرض اللاعب على تشكيلة الفريق.. وإذا ما اعترض أحدهم عليه، أو رفضوا طلبه نراه «يحرد أو يزعل» ويهدد بسحب الرعاية, ما يجعل بعض الإدارات ترضخ لرغبته وتنفذ ما يريد… وهنا قد يتحول الأمر إلى خسارة، بكل المعاني، لهذه الإدارة وللرياضة التي تشرف عليها, سواء كرة قدم أم سلة أم غيرها، وإذا كان الأمر أكثر وضوحاً في اللعبتين الأكثر شعبية.‏


والمشكلة الأساسية في هذا الخلل تكمن في أن بعض الرعاة، لا يمتلك المعرفة والخبرة المؤهلة لمثل هذا التدخل, وتالياً فرض رأيه لمجرد أنه يقدم لهذا النادي أو ذاك بعض الدعم، دون أن ننسى في أية لحظة أهمية الراحة المادية، لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الحالة المعنوية بسبب خيارات قسرية أو خاطئة..‏


نحن نفهم، ونتفهم، أن يقوم الراعي بسؤال من يقدم لهم الدعم، عن الجدوى والنتائج في نهاية الموسم، أو في نهاية البطولة، ولكن بعد أن يكون منحهم الثقة كاملة.. وهذا منطق العمل في كل مكان بالعالم من حيث الشكل العام لممارسة أي إدارة لعملها.. والأمر ينطبق على سبيل المثال على إدارات الاتحادات الرياضية في منحهم الثقة والميزانيات، ومن ثم محاسبتهم على ما ينفذونه من خطط مفترضة لعملهم..‏


نقول.. من المنطقي والضروري أن يقوم فهم الرعاية على ترك الأمور الإدارية لأهل الخبرة والمعرفة وأهل الثقة التي تمنحونها لهم ليمارسوا دورهم كاملاً.. فالتدخل المباشر، أو غير المباشر بأساليب ملتوية وبائسة بات من السليم أن نتخلص منه لأنه غالباً ما يؤدي إلى نتائج سلبية..‏


ومثل هذا الأمر بتقديرنا يحتاج إلى قناعة وفهم صحيحين لدور الرعاية، بل ترسيخ تقاليد وأسس تسهل عمل الإدارات، وعمل أصحاب الاختصاص لتقديم أفضل ما لديهم، بل أفضل ما يرغب به أصحاب الرعاية أنفسهم..‏


هل تنتقل مثل هذه الممارسة، من زمن إلى آخر، بحكم الوراثة البيئية أم ماذا؟‏


غســــان شــــمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..