صوت الموقف (دبــــر رأســــك..!)

بات من الطبيعي أن يكون الشغل الشاغل للكثيرين في الوسط الرياضي الأزمة المالية التي تضرب في كل مكان فلا ينجو من آثارها إلا القليل جدا وربما الاستثنائي.

fiogf49gjkf0d


وفي التفاصيل الكثير، الكثير مما يمكن الحديث عنه أو الإشارة إليه، فهذا النادي يعاني من أزمة تشل مفاصل عمله وتمنعه من الإقدام على أية خطوة يترتب عليها أعباء مالية.‏


وذاك النادي لا يستطيع أن يدفع أجور اللاعبين فنرى اللاعبين يحتجون ويمتنعون عن التدريب إلى أن تتمكن الإدارة من تدبير رأسها بطريقة أو بأخرى.‏


وذاك النادي بات وضعه يقرع جرس الإنذار خشية الانزلاق إلى مهاو لا يتمناها له أحد من محبي الرياضة ومن أبنائه المخلصين ونقول المخلصين لأن البعض يجد الوقت متاحاً ليلعب ويراهن على النزيف حتى يتمكن من الظهور بمظهر البطل.. فيما آخرون يرمون بالتهم على غيرهم دون أن يبادروا بالعمل المطلوب منهم أو الذي يفرضه صدق الانتماء..‏


مشكلة كبيرة فعلاً باتت ترخي بظلالها الثقيلة على الجميع وتقف حجر عثرة في وجه بعض المشاركات والأنشطة على أكثر من مستوى.‏


والأزمة ذاتها بصورة أو بأخرى تطول العديد من الاتحادات الرياضية باسم الامكانيات المحدودة التي توضع كحجة دائمة في وجه هذه المشاركة أو تلك، فالاستغناء عن بعض المشاركات يريح الرأس على المستوى المادي وربما يفعل ذلك على المستوى المعنوي حين يخشى البعض من النتائج وهذه قصة أخرى وقديمة.‏


ومن طرائف ما سمعناه ما يتم تداوله في الكواليس من مفهوم يقوم على تدبير الرأس، فمن يمتلك المقدرات والعلاقات يمكن أن يقال له دبر رأسك للمشاركة في هذه البطولة أو تلك دون التزامات وأعباء مادية ترتب على المؤسسة الرياضية، فالإمكانيات لا تسمح لنا بدفع النفقات.. أما إذا وافق المضيف على هذا الحل فلا مانع لدينا..!‏


وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر سيبقى مرهونا بإمكانيات المسؤول وعلاقاته ليتمكن من فعل ذلك ولكن هل يعد ذلك من ضمن العمل المؤسساتي؟ وإذا نجح وكان «مجديا» فهل من الضروري أن ينجح مرة أخرى أم إن الأمر مجرد حالات استثنائية.‏


بكل الأحوال.. للأزمة المالية وجوه عديدة وتشابكات كثيرة وربما تراكمات ومصالح متضاربة تدفع رياضاتنا ضريبته الباهظة.. وهنا أيضا لا نظن أننا نفعل شيئاً سوى تذكيركم بما تعرفونه جيداً .. وربما أكثر من الجميع.‏


غسان شمه‏


gh_shamma@yahoo.com‏

المزيد..