اللاذقية- د. ثائر توفيق حسن: بعد اتصالات متلاحقة وكثيفة بحثاً عن الجديد في قضية المراهنات تمكن أحد الأطباء المقيمين في انكلترا
من ايفادنا بتحقيق مهم يستحق التوقف عند بعض نقاطه المهمة، وخاصة أن الصحفي الذي أجرى التحقيق غني عن التعريف في أوروبا، فالجميع هناك سمع أو قرأ عن (ديكلان هيل) صاحب التحقيقات الصارخة في صحيفة (الديلي تلغراف) الواسعة الانتشار في انكلترا وخارجها، ولاسيما أن تحقيقه كان بمنزلة الرسالة التي يقدمها لجامعة أكسفورد لنيل شهادة الدكتوراه.. يقول ديكلان هيل: لقد انتظرت كثيراً بعد أن أرهقتني المحاولات المتعددة حتى تمكنت من أخذ موعد خاص للقاء أحد المراهنين الآسيويين المهمين الذي طالبني بالمجيء وحيداً إلى المكان المحدد، رغم أن بقية الصحفيين واللاعبين ورجال الشرطة نصحوني بإصرار لنسيان الموعد وتغيير موضوع البحث بسبب خطورة هؤلاء الرجال الذين لا يتوانون عن التخلص من كل من يقف في طريقهم أو يسعى لكشف حقيقتهم، فهم في الحقيقة مافيا تفوق باقي المافيات شراسة وحِدّة .. ورغم هذه الأجواء المخيفة لم أتردد أبداً، بل ذهبت إلى المكان المحدد حيث كان باستقبالي رجل آسيوي اصطحبني إلى منزل عادي ومن ثم إلى صالة واسعة كان يجلس فيها الرجل المنتظر، الذي استقبلني بدوره برحابة واضحة دون أي منغصات أو ازعاجات مكتفياً بسلسلة لا تنتهي من التحذيرات التي يجب الالتزام بها، إذا أردت أن أكمل بحثي بسلام، ودعاني للجلوس، وقبل أن أجلس جيداً بدأ رنين هاتفه يتصاعد، فأخبرني بأن لا أتململ لأن الهاتف سيرن بين الفينة والأخرى لإطلاعه على جديد ما توصل إليه رجاله من ترتيب لنتائج المباريات التي تخص مكاتب المراهنات، وأكمل حديثه بأن هذه الاتصالات الحالية تتعلق ببطولة ألعاب جنوب شرق آسيا، فقاطعته متسائلاً.. والبطولات المهمة تتلاعبون بنتائجها أيضاً، فأجابني بحزم لا يوجد بطولات لا تخضع للمراهنات، فنحن انتهينا قبل مجيئك من حسم نتيجة مباراة في الدوري الألماني (البوندسليغا) ولنا خريطة عمل شاقة من أجل رسم الطريق الممهدة لحسم وتحديد نتائج بعض مباريات كأس العالم التي ستقام في ألمانيا بعد أشهر، عندها قلت بشكل مفاجئ فيه الكثير من التشكيك والحيرة: أليس صعباً اختراق مباريات كأس العالم؟ ما اضطره لإنهاء الجلسة وهو يضحك واعداً بلقاء جديد يثبت صحة كلامه طالما التزمت بسرية اللقاء والشروط التي تم الاتفاق عليها.. غادرته بمشاعر مختلطة من الرهبة والشك تسيطر على تفكيري، لذلك انتظرت مباراة الدوري الألماني التي أعلم نتيجتها قبل أن تبدأ، وخاصة أن موعدها بعد يومين فقط من اللقاء المثير مع المراهن الخطير، وفعلاً تمت المباراة وانتهت نتيجتها كما أخبرني تماماً، ما دفعني لانتظار أشهر جديدة عندما دعاني لجلسة في أحد مطاعم الوجبات السريعة لأشاهد عن كثب أحد اللقاءات المهمة مع رجل إفريقي له علاقات مؤثرة على أعضاء منتخبه المتأهل إلى ألمانيا وأخبرني صراحة بأن منتخباً إفريقياً سيفوز على منتخب (س) وفعلاً حدثت المباراة وفاز المنتخب الإفريقي وكان المنتخب الأوروبي مفككاً بشكل يثير الانتباه والشك، عندها أيقنت أن نتائج المباريات يمكن تغييرها أحياناً وفق مصلحة شبكة المراهنات، ولم أكشف المستور إلا بعد أن أعلنت شبكات الأخبار القبض على آسيوي وشبكته بعد أن تلاعب بنتائج مباريات البوندسليغا، ولم أجد أية صعوبة في معرفته وهو يتصدر صفحات الصحف في كل مكان، لذلك نقول احذروا شبكة المراهنات ولا تستهتروا بردود أفعالهم التي قد تكون خطيرة أكثر من توقعاتنا بكثير.