اللاذقية – سمير علي :من حقنا أن نرفع الصوت عالياً بوجه شغب الملاعب ومن يروج له ويقف وراءه ويصب الزيت على ناره ،
حتى بات يشكل خطراً حقيقاً على حياة مشجعي أندية اللاذقية الثلاثة تشرين وحطين وجبلة الذين يحضرون المباريات ،لأن احتمالات إصابتهم بحجر طائش أو زجاجة بقين مليئة بالمياه أو علبة كولا غنية بفيتامين سي أو لكمة من مشجع منافس أو ضربة عصا من شرطي متهور ، واردة جداً وعلى مدار مائة دقيقة ،
وما رأيناه بأم أعيننا في مباراة تشرين مع جبلة من أحداث شغب وعنف تخطى وتجاوز الخطوط الحمراء،وأسقط الأخلاق والروح الرياضية بالضربة الفنية القاضية جعلني مع الكثيرين من الرياضيين والمشجعين العقلاء ،نلعن الساعة التي حضرنا فيها المباراة ،لأن مارأيناه لم يكن مباراة بكرة القدم بل معركة حربية استخدمت فيها جميع أنواع الخطط العسكرية من هجوم ودفاع وصد وهجوم مضاد وانسحاب ومفرقعات وشهب نارية وأسلحة فردية وضرب ولكم واستخدام للسلاح الأبيض وهروب وسيطرة وتطفيش وتنتهي برفع أعلام النصر ،وجعلنا نقول أيضاً (باي باي للأخلاق الرياضية) وبأن جماهير أندية اللاذقية الثلاثة أصبحت خارج نطاق التغطية، وبعيداً عن الأسباب والدواعي ، ومن كان البادىء بتفجير المدرجات بأعمال الشغب، والتي تبدأ عادة بتراشق الهتافات المسيئة والعبارات البذيئة من قبل جمهور ومشجعي الفريقين وتنتهي بانتظار ساعة الصفر،والتي انطلقت في مباراة تشرين وجبلة بعد دقائق قليلة من بدايتها رغم المبادرة الطيبة التي قام بها رئيس رابطة مشجعي تشرين بزيارته قبل يومين إلى نادي جبلة والتقائه مع رئيس رابطة مشجعي جبلة واتفاق الطرفين على أن تكون المباراة كرنفال محبة،لكن فقدان الأعصاب بلغ ذروته خلال استراحة الفريقين بين الشوطين،وخلالها تحولت المدرجات وأرض الملعب إلى ساحة معركة لمدة نصف ساعة ، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس نادي تشرين معاوية جعفر ورئيس نادي جبلة مازن السوسي ومعهم بعض أعضاء مجلس الإدارتين (مشكورين) في تهدئة الأجواء المتوترة ًبين الجمهورين إلاّ أنهما لم يستطيعا منع سيل الدماء من الوجوه وأمام مرأى من رجال حفظ النظام الذين أثبتوا فشلهم الذريع في تأمين سلامة المشجعين والإداريين واللاعبين بعدما وقفوا متفرجين لقلة عددهم وضعف خبرتهم في التعامل مع أحداث الشغب ،ولهذا نقول بأن ما حدث يعتبر جريمة بحق الرياضة والرياضيين ويقف وراءه مجموعة من هواة الشغب ومعظمهم من الصبيان والأولاد والموتورين والفتانين والمتشنجين ،من جمهور الفريقين،ويجب أن لا يتكرر في المستقبل وأن يكون ماحدث موضع اهتمام ومتابعة من القيادات السياسية والأمنية والرياضية في المحافظة لأنه خرج عن المألوف،وتداعياته لن تنتهي في القريب العاجل وربما تتطور الأمور إذا لم تسارع هذه القيادات لوضع الحلول المناسبة والرادعة،بعدما ملأت العدائية والتعصب والانتقام قلوب الذين تم الإساءة إليهم ،مكان الأخوة والمحبة والوئام ، وأن المباريات القادمة للفرق الثلاثة مع بعضها،لن تكون مباريات كرة القدم فقط بل ستتحول إلى مباريات في الملاكمة والمصارعة والكاراتيه والرماية على المدرجات وخارجها (انتقاماً) لما حدث إذا لم يتم معالجة أزمة الثقة بين جماهير الأندية الثلاثة والتي أصبحت تحت الصفر..؟! .
اعتقد ان المسؤولين عن الرياضة كان يجب أن يصدروا قراراً بإقامة مباريات الجيران في اللاذقية بلا جمهور لعاميين متتاليين كعقوبة مبدئية بشرط أن يتم نقل مبارياتها تلفزيونياً ودفع تعويض مادي للأندية صاحبة العلاقة،حتى تكتمل ثقافة الوعي الرياضي عند بعض المشجعين الفتانين والموتورين الذين كانوا وراء أعمال الشغب الأخيرة من الأندية الثلاثة.