أصبح الحديث في الآونة الأخيرة عن ظلم الحكام أو جهلهم، هو الحديث السائد لدى جميع عشاق الكرة والمحللين والإعلاميين وأبناء السبيل..
أصبحت الشكوك والاتهامات تحيط بكل الأخطاء التحكيمية، بعد أن استفحلت الى حد كبير، وأصبح الحديث عن الأخطاء الإنسانية مجرد ذكرى من الماضي، بعد اكتشاف شبكة المراهنات الآسيوية الخطيرة في اللاذقية، لذلك على حكامنا أن يتعظوا بعد أخطائهم القاتلة حيناً والمؤثرة أحياناً والمتكررة دائما عن قصد أو عن غير قصد، وإلا سيكون مصيرهم شبيها بمصير الحكم التشيلي «سوليمان روبين» الذي ودع التحكيم العام الماضي وهو يئن تحت وطأة صفعات الأحذية لبعض الغاضبين من أنصار فريق بالستينو التشيلي نتيجة وقوعه بأخطاء فظيعة وحاقدة. وبُعد تشيلي عن بلادنا لا يعني بُعد الحدث او الواقعة عن ملاعبنا، كما لا يعني زرع الطمأنينة في نفوس الحكام تجاه الأحذية اللعينة.
ففي مباراة تشرين والكرامة الأخيرة في اللاذقية تفجرت جماهير تشرين ألما من ظلم أحسته ثقيلاً نتيجة إلغاء ركلتي جزاء صريحتين بنظرها ما دفع أحد المشجعين في المنصة الرئيسية, التي تفتقد كل أنواع الاسلحة التقليدية من حجارة وزجاجات لأن يضطر لخلع حذائه وانتظار خروج الحكم آملاً بتسديدة موفقة تعيد السكينة لعروقه التي كادت تتفجر.. فاستلهم باقي الغاضبين ابتكاره وخلعوا أحذيتهم الثقيلة والخفيفة بانتظار حرب أحذية بدايتها الحكم ونهايتها الله اعلم.. ولكن تدخل العقلاء ورجال حفظ النظام وحزم رئيس النادي انهى معركة الاحذية قبل ان تبدأ، وبما أن الضرب بالاحذية يعتبر اكثر إهانة وإيلاما من أزيز الرصاص في ثقافتنا العربية قبل حذاء الزيدي وفي الثقافة العالمية برمتها بعد الحذاء الذي ودع به جورج بوش البيت الابيض ليصبح حذاء الزيدي أشهر حذاء سياسي في العالم، بل أهم من حذاء الزعيم السوفييتي الشهير نيكيتاخروتشوف الذي دق به طاولة الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1960 بسبب ازمة الصواريخ الكوبية.. وعلى حكامنا ألا تثار حفيظتهم من حرب أحذية قادمة اذا استمروا في عبثهم، فهم ليسوا أكبر او اهم من شجرة الدر التي اعتلت عرش مصر بكاملها ومع هذا كان مصرعها مثيراً إذ لم يكن بحد السيف او بالسم كما هي العادة مع الملوك بل تعرضت للضرب المستمر بالقباقيب حتى فارقت الحياة، ثم لمن يكره التاريخ وقصصه الرائعة بما تحمل من عبر في زمن قل فيه الاعتبار وعليه العودة بذاكرته لشهور فقط عندما استعمل الدكتور أحمد جبان رئيس اتحاد الكرة السابق حذاءه لرشق أحد اعضاء الاتحاد، وعندها كتبت في زاويتي الاسبوعية في صحيفة الوحدة «من حذاء الزيدي الى حذاء الجبان» وبما أن الموسم الماضي والموسم الحالي أثبت بالدليل القاطع أن السيطرة على الحكام باتتت مستحيلة لذلك نقترح على اللجنة المؤقتة لتسيير أمور الكرة أن تعقد اجتماعا عاجلاً تبحث فيه نوعية الاحذية التي تستعملها الجماهير، بحيث تسمح للاحذية الرياضية الخفيفة وتمنع الاحذية الثقيلة وبما أن هذا الفرز يحتاج طاقم عمل كبير ومصاريف باهظة لا تقوى عليها الاندية ،يصبح القرار الوحيد المتاح هو السماح للحفاة فقط بدخول الملاعب، والله ولي التوفيق.
د. ثائر توفيق حسن