صوت الموقف

كغيرنا من الشعوب التي تسلبها العاطفة كل منطق ومحاكاة للعقل،

fiogf49gjkf0d


تجدنا نميل إلى تصديق كل عابث برياضتنا ومستفيد من مقدراتها لسنوات بعد أن يسيطر على عقولنا بسيل جارفٍ من التبريرات المنمّقة التي تعتمد الأساليب الخطابية الموروثة، وهو أمرٌ نكاد نلمسه كل يوم من أشخاص امتهنوا الرياضة وسيلة عيش يكسبون من ورائها قوت يومهم، وآخرين غابت معهم كل مؤشرات التطور الذي يعتمد الرقم الرياضي مقياساً، والإنجاز هدفاً، وندخل معهم نفقَ الوهم بأن خروجهم من هــذا المؤتمر الانتخابي أو ذاك خالي الوفاض هو خسارة قادمة لرياضتنا.. ولكن أي خسارة تلك؟‏


خروج هؤلاء سوف يعطينا فسحة أمل ولفترة قادمة بأن نهضة رياضية سوف يسعى إلى تحقيقها (الرياضيون الجدد) قبل أن يسير بعضهم على خطا السابقين الذين عملوا على تحقيق أفكارهم النفعيّة من خلال تسخير الرياضة ومنشآتها العامة لمصالحهم الشخصيّة، وعليه فأنا مع الذين يقرّون بأن تدخّل (القرار) أياً كان مصدره في إبعاد أشخاص بعينهم عن المؤسسة الرياضية ومفاصلها الهامة، يصّب في نهاية المطاف في مصلحة الصاعدين ممّن تحررت عقولهم، ونتوق معهم إلى رياضة تخلو من فساد يتمّ تصديره إلينا من جهات نكاد نجهلها، ولا نعرف أهدافها.‏


الرياضة في نهاية الأمر ليست حكراً على إداريين بعينهم، كما أنها ليست لرياضيين محدّدين لم يستطيعوا خلال المرحلة الماضية تطوير أنفسهم وتحقيق أرقام متقدِّمة نسبياً رغم كل الإمكانيات الكبيرة المتاحة، وعليه فإنه لزاماً على المكتب التنفيذي القادم أن يُصلح ما أمكنه من نمطية التفكير النفعي الذي اعتاد خرق القانون الرياضي، ومارس شتى أنواع المخالفات التي يتصدى لها اليوم أشخاص يمارسون عملهم الرقابي، وفي مؤسسات شتى، وكان آخرها ما رأيناه من كشفٍ مقترن بالصوت والصورة في مدينة اللاذقية الذي ينمّ عن غيرة وطنية قلّ نظيرها، نتمنى أن يحذو حذوها الكثيرون ممن نتوسَّم في وجوههم الخير لرياضتنا، ولصحتها من علة الفساد وعاره الذي لحق بها.‏


لم أجد في أجوبة العميد فاروق بوظو رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير الأمور فيما يخصّ الممنوعين من الترشيح بقرارات (بعضها) اتحادية والأخرى قيادية ما يقدم إضافة أو جديداً للقارئ أو حتى (للممنوعين) أنفسهم، وجلّ ما قاله: فليسألوا من منعهم من الترشيح ؟.. مبرئاً نفسه من تهمة إبعادهم، ومبتعداً في الوقت نفسه عن حضور مؤتمراتهم الانتخابية، كي لا يتحمل مشقة سماعهم، وهو العارف ببواطن الأمور ونهاياتها.‏


في الوقت الذي يبرر رئيس اللجنة المؤقتة عدم حضوره للمؤتمرات، لكون رئيس المكتب المختص يمثل اللجنة كلها، يرى المؤتمرون عدم حضوره تهرّباً واضحاً من حضور مسرحية مبهمة لم تكتمل فصولها بعد، ولن تتضح الرؤية فيها إلا بعد انتهائها، وحينها فقط نستطيع الحكم يقيناً على المؤسسة الرياضية إن كانت أزمتها في نظامها الحالي أم في قلة رجالها الصادقين.‏


إسـماعيـل عبـد الحـي‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..