أســــباب ضيـــاع اللقـــب الاتحـــادي ما بعـــد المـــدرب تيتـــا

حلب – عبد الرزاق بنانة:نستكمل اليوم ما بدأناه في الأسبوع الماضي عن أسباب ضياع اللقب الكروي

fiogf49gjkf0d


عن خزائن نادي الاتحادلهذا الموسم وسنتحدث اليوم عن الفترة الثانية وهي فترة ما بعد إقالة المدرب الروماني تيتا:‏‏


قرار خاطئ‏‏


لقد تأكد للجميع بأن قرار إقالة المدرب الروماني تيتا كان قراراً خاطئاً لأن المدرب نفسه هو الذي بدأ بالتحضير مع الفريق قبل بداية الدوري ومع نهاية الموسم الماضي ويملك معلومات كاملة عن إمكانيات اللاعبين الفردية والجماعية وكان على الإدارة تذليل الصعوبات التي‏



اعترضت مسيرته مع الفريق في الفترة الأخيرة التي تسببت في نزيف النقاط المتكرر وهي معروفة للجميع من خلال تدخلات البعض في عمله وهناك إجماع إن قرار تكليف المدرب حسين عفش ثم قبول استقالته بعد انتهاء الدوري كان أيضاً قراراً غير صائب لأن تعيينه أدى إلى انقسام بين أعضاء الإدارة وقبول استقالته كان سبباً في الخروج من كأس الجمهورية بعدما حقق المدرب نجاحاً في مشواره مع الفريق في كأس الجمهورية بالفوز على تشرين بعد الخسارة أيام المدرب تيتا ثم تجاوز الجيش بعد أداء طيب وكان على إدارة النادي التعامل بحكمة وبدون ردات فعل.‏‏


انقسامات‏‏


بعد استلام المدرب حسين عفش لمهامه حصل انقسام بين الإدارة فسجل البعض ارتياحه لهذا القرار ووضع آخرون أكثر من إشارة استفهام فانقسم أعضاء الفريق الواحد إلى فريقين وفي ذات الوقت انقسمت الجماهير الاتحادية إلى ثلاثة روابط للمشجعين الأولى وتمثل الطبقة المثقفة وهي رابطة موقع اتحاد أون لاين الالكتروني وعملت هذه الرابطة بجهد وإخلاص وساهمت بدفع أموال كبيرة فيما كانت بقية الروابط تعمل لمصالحها الشخصية.‏‏


لجنة غير مختصة‏‏


بعد تسمية المدرب الجديد تقدم مشرف اللعبة باستقالته من مجلس الإدارة لاعتراضه على القرار ولم يبق من أعضاء مجلس الإدارة أحد مختص بكرة القدم فتم تشكيل لجنة مؤلفة من السادة عدنان كيالي وباسل حمامي وماهر كويفاتية وعملت اللجنة بهمة في تذليل الصعوبات التي تعترض مسيرة الفريق وكان على مجلس الإدارة تعيين أحد الخبراء الكرويين في اللجنة مديراً فنياً لمتابعة الفريق في تدريباته ووضع الإدارة في صورة العمل الفني وهذا ما لم يحدث…‏‏


بداية صحيحة‏‏


النقاط الثلاث والفوز على الطليعة في حماة أعطى الفريق دفعاً معنوياً كبيراً وأعاد الثقة إلى الفريق والجمهور رغم التحفظ قليلاً على أداء اللاعبين لكن حصد النقاط كان هو الهم والاهتمام بعد سلسلة نزيف النقاط ليأتي الفوز العريض على الوحدة برباعية مقترناً بأداء طيب ليجعل الجميع على ثقة بأن اللقب بات قريباً من حلب.‏‏


طوارئ‏‏


قبل مباراة الوثبة التي سميت بالكارثة أبدى الكادر الفني للفريق تحفظه على طاقم التحكيم ورغم كل المحاولات لكنها جاءت جميعها فاشلة في محاولة تغيير طاقم المباراة وزاد الأمور سوءاً بعد الخسارة إيقاف المدرب حتى نهاية الموسم عن التدريب بشكل ظالم وواضح وحرمان الجمهور من الدخول إلى مباراة الفريق أمام حطين وبعد الاعتراض من الإدارة تم إلغاء قرار اللعب بدون جمهور.‏‏


خطورة‏‏


في جلسة رسمية لمجلس إدارة النادي بعد الخسارة أمام الوثبة أعلن أحد الأعضاء بأنه يراهن على دفع مبلغ مليوني ليرة سورية إذا حصل الفريق على بطولة الدوري وذلك لن يتم إلا بعد مصالحة جميع الأطراف في النادي والوقوف إلى جانبه وعندما يتحدث هذا العضو فمن البديهي أنه يملك الدلائل والمعطيات أن هناك من يعمل في الخفاء وكان على الإدارة أن تعمل بالنصيحة وتتجه للمصالحة بين الجميع لأن البطولة لا تتحقق إلا بتلاحم جميع أبناء النادي وهذا ما لم يتحقق على أرض الواقع في أصعب الأوقات وأحرجها من عمر الدوري.‏‏


تحفيز‏‏


التعادل أمام أمية يعتبر عاملاً أساسياً في ضياع اللقب ولو فاز الفريق في هذه المباراة فإنه كان سيحتفل رسمياً بلقب البطولة بعد الفوز على جبلة في حلب وستكون مباراة المجد الأخيرة تحصيل حاصل وضياع النقطتين يعود إلى اعتبار اللاعبين أن المباراة سهلة رغم أنهم قدموا مستوى طيباً وخاصة في الشوط الثاني منه ولعل العامل النفسي في هذه المباراة كان له دور كبير في النتيجة لكن المفاجأة حصلت بعد المباراة عندما أعلن أحد لاعبي أمية بأنه نال مبلغ 7 آلاف ليرة من نادي الكرامة تحفيزاً له على تحقيق التعادل.‏‏


تقييم‏‏


حصل الفريق على 13 نقطة من أصل 21 نقطة ففاز في أربع مباريات وتعادل بواحدة وخسر اثنتين فاعتمد المدرب على نفس تشكيلة اللاعبين ولم يحدث أي تغيير في خطة اللعب فيما أحدث تغييراً فقط في نمط التدريب بعد تذبذب مستوى اللاعبين من مباراة لأخرى مع افتقاد الفريق إلى جهود بعض اللاعبين بداعي الإصابة وخاصة العيان والآغا رغم نجاح مشاركة الشاب محمد فارس فيما لم تسنح الفرصة للبعض الآخر في المشاركة.‏‏


واللافت في هذه المرحلة طريقة التعامل الجديدة مع اللعب الكاميروني أوتوبونغ حيث تم تسخير إمكانياته بشكلها الصحيح وبرز كلاعب محترف بمستوى طيب وسجل أهدافاً حاسمة.‏‏


قبل الفاصلة‏‏


بعد الخسارة أمام المجد حدد اتحاد اللعبة موعد المباراة الفاصلة بعد عدة أيام وكانت تلك الفترة طويلة على اللاعبين وعبئاً ثقيلاً على تحضير الفريق الذي وصل إلى مرحلة الملل وكان على اتحاد اللعبة تحديد موعد المباراة حسب الأنظمة بعد 72 ساعة وافتقد الفريق خلال هذه المرحلة إلى المباريات التجريبية التي اقتصرت على مباراة عفرين فيما لعب الكرامة مباريات أقوى ضمن كأس الاتحاد الآسيوي.‏‏


شد نفسي‏‏


ما حدث قبل المباراة الفاصلة من اهتمام كبير من المسؤولين ومن الفعاليات الاقتصادية لم يسبق أن حصل عليه النادي في تاريخه وكان التفاؤل عنواناً للمباراة الفاصلة وكان الهدف من السفر إلى اللاذقية قبل ثلاثة أيام هي إبعاد اللاعبين عن الأجواء التي سادت في الشهباء لكن الواقع فرض نفسه على اللاعبين حيث وقعوا في شد نفسي غير مبرر والحقيقة التي غابت عن الكثيرين بأن الفريق قام بالتدريب على أرض الملعب الرئيسي ثلاث مرات وليس كما أشيع بأنه تدرب على الرمال وكانت تمارين خفيفة وما حدث في المباراة بات الجميع يعرف أسبابه وتسلسل الأحداث ما زال ضمن تحقيقات الإدارة التي ستعلن قراراتها من خلال مؤتمر صحفي.‏‏


خير الكلام‏‏


يمكن تلخيص أسباب ضياع بطولة الدوري بعدة عناوين رئيسية:‏‏


– قلة عدد المختصين بكرة القدم بين أعضاء مجلس الإدارة.‏‏


– عدم تكليف مدرب على مستوى عال منذ بداية الموسم وتجديد الثقة بالمدرب تيتا رغم عدم نجاحه في الموسم الماضي.‏‏


– التدخل في عمل المدرب تيتا في التشكيل والتبديل.‏‏


– تراجع مستوى بعض اللاعبين في بعض المباريات أدى إلى فقدان نقاط مهمة.‏‏


– تأخر معالجة الإدارة لنزيف النقاط المستمر والذي حصل مع بداية مرحلة الإياب.‏‏

المزيد..