الحكم الأجنبي في ملاعبنا
سمعنا أن البعض في القلعة الحمراء يطالبون بحكم من خارج سورية لقيادة المباراة المصيرية لتحديد بطل الدوري بين الاتحاد والكرامة.
ما نعرفه أن التحكيم السوري هو الركن الأنجح من أركان اللعبة عندنا مع قناعتنا بوجود قلة فاسدة من هؤلاء الحكام ودليل ذلك أن خبيرنا الدولي فاروق بوظو حضر في كأس العالم قبل ثلاثين عاماً ونيف وتحديداً في مونديال الأرجنتين كما أن جمال الشريف فصل في ثلاثة مونديالات وهو أول حكم عربي نال هذا الشرف، أما منتخبنا الاول فكان على أعتاب التأهل مرة واحدة كانت طفرة بينما في جميع مشاركاتنا الاخرى كنا جسر عبور!1
ومهما كان حال الاتحاد والكرامة ومهما كانت الضجة الإعلامية سواء في وسائل الاعلام المسموعة أو المقروءة أو المرئية أو عبر مواقع الشبكة العنكبوتية فإن لقاءهما لا يشكل 25 بالمئة عما كان عليه الحال في السبعينات والنصف الاول من الثمانينات عندما كانت تسند مباريات الجيش والشرطة لفاروق بوظو وابراهيم ماشطة وقيس رويحة ، كما لم تستند أي مباراة نهائية لمسابقة الكأس لحكم خارجي كما لم يطالب نادي الاتحاد أو الوحدة أيام كان جمهورها أكثر من 40 ألف متفرج بحكم من خارج سورية ولم يطالب حطين وتشرين في أي من مباريات الديربي التي جمعتهما بحكم خارجي رغم أن الشارع الكروي في اللاذقية يستنفر قبل أسابيع عدة للديربي المنتظر وعندما التقى الاتحاد والحرية بنهائي الكأس 1992 وقبلهما الفتوة واليقظة بنهائي الكأس 1991 كان جمال الشريف هو القاضي العادل…
والمرة الوحيدة التي أسندت فيها مباراتان لحكام خارجيين في المرحلة قبل الاخيرة للدوري موسم 1989/1990 عندما حضر الياباني تاكادا والبحريني جاسم مندي لدمشق كي يهيئهما خبيرنا الدولي فاروق بوظو إلى جانب جمال الشريف على اعتبارأن ثلاثتهم كانوا متوجهين إلى مونديال إيطاليا فقاد جاسم مندي لقاء الوحدة وتشرين بدمشق وساعده تاكادا والشريف وفاز الوحدة على ما أذكر5/2 وفي اليوم التالي قاد تاكادا لقاء الكرامة والفتوة المصيري حينها بمساعدة المندي والشريف وفاز الكرامة 1/صفر وسط اعتراض شديد من الفتوة بحجة أن رضوان عجم صاحب الهدف الذي جاء في الدقيقة الاخيرة كان متسللاً.
ومن وجهة نظرنا أن استقدام حكم خارجي فيه إهانة لحكامنا لكن لا مانع من الجلوس على طاولة الحوار بين أعضاء من لجنة الحكام وأصحاب الشأن في الناديين قبل اختيار حكم يرتضيه الجميع ولا سيما أن هناك أكثر من حكم قادرعلى إيصال المباراة لبر الأمان وبأقل جهد ممكن.
محمود قرقورا