أصبحت كرة القدم ممثلة بدوري المحترفين شبيهة الى حد كبير بلعبة صبية صغار يتصارعون على الفوز ( وفق قوانين الأقوى) وليس لما تقتضيه اللوائح والقواعد الناظمة للعبة التي هي الأكثر شعبية بجماهيرها،
والأكثر تطوراً بقوانينها، ولكنها في بلدنا تشكو (هوائية القرارات) كتلك التي تجعلها منفوخة الى درجة الانفجار، وتشكو أيضاً ازدواجية التعامل وفقاً لمرجعيتها من أندية مدللة وأشخاصٍ متنفذين، أولئك الذين أتخموا الرياضة بالفساد الذي نراه جلياً على المدرجات تارة وبالقرب من المستطيل الأخضر تارة أخرى، وما يحاك وراء الكواليس في أحيان كثيرة.
– ما صرح به مدرب الوثبة هشام خلف لمراسلنا في حمص السيد حيان الشيخ سعيد يحكي وجع الأندية التي تخاف على لاعبيها من شبح الدوري وتخبطاته، ومن الضغوط التي تمارس عليهم أثناء المباريات لثنيهم عن متابعة تألقهم، وجعل المباريات أقرب الى ساحات صراع يسود فيها منطق الأقوى والأقدر على التحدي اللامنطقي، والذي لايخضع الى أي من قوانين الفيفا.
– لم ننشر التصريح رأفة بما تبقى من دوري المحترفين الذي نأمل أن يصل الى بر الأمان بأقل الخسائر المعنوية التي بدأ تأثيرها يطغى على ماعداه من خسائر مادية تكبدتها الأندية جميعها نتيجة عقود احتراف لاعبين أجانب، لم يتأكد سماسرة اللاعبين من تاريخهم الرياضي، فلفظتهم أندية الاحتراف الخارجية لتتلقفهم أندية محلية متعطشة الى (بريستيج) اللاعب الأجنبي، وصداه الإيجاببي ( برأي إدارات المال) على الرياضة المحلية، وعندما ذاب الثلج تأكد للمدربين أن معظم الصفقات شبه خاسرة.
– ها هو المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام يتعامل مع المشكلات الرياضية على مبدأ ( أذن من طين وأخرى من عجين)، وعليه فإنه يجلس على جزيرة منعزلة، وتكاد تتناهى إلى أسماع أعضائه أخبار الفساد الرياضي الذي يحدث هنا وهناك في اتحادات الألعاب وعليه فإنه لاضير عليه إن وافق على إيفاد بعثة الى مشارق الأرض وأرسلها ثانية الى مغاربها، دون أن يكلف أحدهم نفسه عناء محاسبة هؤلاء على مافعلوه برياضتنا، وكأن تلك القرارات هي مكافأة للمسيء على مااقترفت يداه.
– في الدوري الكروي لهذا الموسم بيع وشراء وهذا الكلام (ينقصه الاثبات) رغم بوح الجميع به بمن فيهم رؤساء أندية ومدربون لن نأتي على ذكر اسمائهم لكثرتهم، وأصبح المتابعون العاديون لكرة القدم المحلية يعرفون نتائج المباريات سلفاً لقناعتهم بأن أيادي خفية هي التي تحرك كرة القدم وليس اللاعب كما يظن البعض.
– إن عدم منطقية الدوري الكروي هي التي أفرزت كل هذا الفساد في هيكله العام وفي كل أنديته، وهو الذي تسبب بذلك الكم الكبير من البلاغات المتناقضة التي صدرت عن اتحاد الكرة (حتماً).
إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com