سأبتعد هذه المرة عن الشط والجبل وأحط عند فريقين أحبهما وأحترمهما كثيراً وهما الفتوة والوثبة ولكل منهما حكايته الحلوة
رغم بعض التفاصيل المرة!
فريق الفتوة الهادر بنبض جمهوره الوفي جداً، والباقي بعشق هذا الجمهور يغرق على الدوام بوجع الحب وهذه ظاهرة قد لا توجد لدى غيره من الفرق التي تلعب في دوري المحترفين ولكن من الحب ما قتل!
لا أشك بمحبة أي شخص في دير الزور لنادي الفتوة الذي أصبح وكما أقول دائماً كالجسر المعلق أحد العلامات الفارقة في هوية تلك المدينة الغافية على ضفاف الفرات، لكن وبكل أسف فإن هذا الحب لم يزد الفتوة إلا معاناة وكأن قصة الحب هذه مأخوذة من فيلم عربي قديم يجذب المشاهد الى كثرة التفاصيل المزعجة التي تباعد بين الحبيبين وتكوي قلبيهما الى أن تأتي النهاية السعيدة وفي هذه النهاية قد يختلف الفتوة عن الأفلام العربية إلا إذا كتب لسباقه مع ذاته النجاح وبقي بدوري المحترفين على وقع الفرصة الأخيرة و«قشة الفوز» في آخر جولتين مع هدية يكون طعمها علقماً على أحد شركائه بالهم والمعاناة..
من خلال نظرتي المتواضعة فإن فريق الفتوة كان بإمكانه أن يكون بين فرق المقدمة وإمكانيات لاعبيه تؤهله لذلك أما لماذا لا يكون ذلك فلأن الحب الذي أشرت له غير مضبوط وغير مقونن وبالتالي يبدد بعضه بعضه الاخر والنتيجة هي ما يعيشه فريق الفتوة ومحبوه من قلق على المصير دون أن يفرّج بعض هذا الكرب اعتراف من أحد المسؤولين بمسؤوليته عما يحدث!؟
الكل يحب الفتوة، لكن أليس بإمكانك يا أحمد عيادة أن تحصي لنا حجم المساعدات المالية التي حظي بها فريق الفتوة هذا الموسم لنكتشف وإياك أن المبلغ زهيد جداً!
الكل يحب الفتوة ومع هذا أتمناك يا أبا عيسى أن تذكر جمهور الفتوة كم مرة عوقب النادي بسبب محبة هذا الجمهور!
الجميع يعرف سبب علة كرة الفتوة ولكن لا أحد يجرؤ على التعامل معها لأنه قد يجد نفسه مداناً لكن سأكون حزيناً جداً فيما لو سارت سفن الفتوة الى بحر الدرجة الثانية..
فريق الفتوة الذي يمتلك لاعبين من وزن الفاتح عمر وآل الهمشري والعبد الله والكنيص والعبادي والسومة والجفال والقاسم والعساف وغيرهم جدير أن يكون في حسابات المقدمة لا في متاهات الموخرة!
أنتقل الى فريق الوثبة والذي يعتبر نفسه مظلوماً إعلامياً ويستشهد على هذا الظلم بما يحظى به شقيقه الكرامة، وأعتقد أن معظم الوثباويين يشاطروني الرأي بأن المساحة الاعلامية الكبيرة لفريق الكرامة كانت وما زالت لمشاركته الآسيوية أما على الصعيد المحلي فإن لجميع الفرق مخصصاتها في الاعلام الرياضي ولئن اختلفت المساحة بين فريق وآخر فإنما يعود ذلك لنشاط أو كسل زميلنا المراسل المعني بالموضوع!
فريق الوثبة من وجهة نظري يقدم العروض الأجمل هذا الموسم بدوري المحترفين ولديه جيل شاب من اللاعبين الموهوبين والمتميزين والذين بإمكانهم أن يحافظوا على خفقانهم بكرة الوثبة عدة مواسم قادمة إن بقيت الادارة على هذا الوعي «الاسثنائي» وعرفت كيف تبقى وكيف تبقي عليهم…
في بداية الموسم كانت هناك رهبة الأضواء بالنسبة لفريق الوثبة إضافة الى نظرة بعض الحكام الى فريق الوثبة على أنه «حلقة ضعيفة» فتعرض لبعض الظلم التحكيمي عن قصد أو عن غير قصد ولكن مع تمرسه ذهاباً ووعي الإدارة والمحبين لدورهم تجاه الفريق وإجادتهم بتحفيز الفريق اقتربت النتائج من العروض الجيدة ووجد فريق الوثبة نفسه في منطقة دافئة منحته الثقة المطلوبة لموسم قادم أتوقعه متميزاً…
بصراحة فريق الوثبة يرضي غرور جمهوره ويلامس قناعات هذا الجمهور ومجموعته الشابة قادرة على إحداث الفارق في الموسم القادم والدعم الذي يلقاه الفريق وخاصة في الاياب مهم جداً للحفاظ على استقرار الفريق واستمرار تصاعد خطه البياني..
أعود الى الشط والجبل وأسجل احترامي للرد الذي نشرناه في العدد الماضي من الموقف الرياضي للسيد أحمد غندورة رئيس نادي الساحل على ما كتبناه سابقاً عن نادي الساحل وأقول: لست نادماً على وقفتي الصريحة مع نادي الساحل بدوري الدرجة الثانية وفي الدور النهائي على وجه التحديد وكم كنت أتمنى أن يكون لطرطوس ممثلها في دوري المحترفين نظراً لاتساع القاعدة الجماهيرية لكرة القدم في هذه المحافظة ولكن، وأضع مليون خط تحت كلمة ولكن، بإمكاننا أن نبالغ بتقديم الايجابيات والتصفيق لها، لكن ليس بإمكاننا أن نغمض العين عن السلبيات وسأضع إصبعي بعين كل من يخطىء بحق رياضتنا ولو كان أبي، ولعبة الادارة الرياضية أجيد تفاصيلها، وأعرف أنه لا ثابت في هذه اللعبة إلا المصلحة التي توجه بوصلة الكلام والمواقف وأتمنى من كل قلبي أن يحافظ نادي الساحل على ما بناه فيما فات من أيام…
غـــانــــــم مـحـمــــــد