صوت الموقف
– لم أشاهد يوماً اتحاداً يزدري بطولاته ولعبته الأكثر شعبية كما يفعل اتحاد كرتنا، فها هو دوري المحترفين (المثير للجدل) لهذا الموسم قد شارف على نهايته، ورئيس الاتحاد مازال حتى اليوم غائباً عن مكتبه، وتكاد مكاتب مبناه الكروي تخلو من أي عضو اتحاد يدير أموراً استعصى حلها على الأعضاء مجتمعين.
– في مبنى الاتحاد قالوا لنا: إن غياب الدكتور أحمد جبان وسفره الدائم »بعضه مع ابن همام في طائرته الخاصة« قد أضرّ بالأندية جميعها، وتغير جدول الحكام الأسبوع الماضي بشكل عشوائي ليس له سوى دلالة واحدة وهي أن التغيير يتم من قبل أشخاص بعينهم في اتحاد الكرة، أو أنه يتم باتصالات هاتفية يقوم بها رئيس الاتحاد (عن بعد)، وأضافوا إنه في فترة سابقة من عمر الاتحاد كانوا يتحدثون عن عميد كرتنا، ويتهمونه بإدارة الاتحاد من الطائرة، واليوم يبدو أن التغييرات تحدث من الطائرة أيضاً.
– من وقف في وجه تطور كرتنا في العام الماضي، نقف وراءه في حملته الانتخابية هذه الأيام، والوعود التي صدرت عنه بالأمس ليس لها سوى معنى واحد وهو أن حمى الانتخابات أفرزت أصدقاء جدداً للمنصب الآسيوي، لم يكن أحد يستمع لشكواهم بالأمس.
وكما هو الحال في اتحاد الكرة فإن كابتن نادي الاتحاد حسين عفش كان يدير لاعبيه عن بعد ( وهو على المدرجات) عبر موبايله، ولم تكن تفلح تلك التوجيهات في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد الشرك الذي نصبه له اتحاد الكرة وأوقعه فيه، ناهيك عما أفرزته الفترة الماضية من عمر فريق الاتحاد من لاعبين، وأوجدته في مأزق اللاعبين المدللين وحساسية المرحلة، الى ان جاء الفوز امس ليصحح الأوضاع وليعيد الاتحاد ومدربه للواجهة ولتعم الأفراح جداران البيت الاتحادي.
– وصلنا مع كابتن الاتحاد الى قناعة مفادها أن من يلوذ بالصمت في الأيام الأخيرة من الدوري يوفر على نفسه تبريرات ما بعدها والكابتن (أياً كان) لن يمتلك عصا سحرية يستطيع من خلالها إيجاد لاعب مهاجم أو صانعي أهداف، وعليه فإنه تعامل مع فريقه وفق ما توفر لديه من معطيات، واهتم بالجانب النفسي الذي كان له دور في شحذ همم لاعبيه فكان الفوز الذي انتظرته الجماهير الوفية التي غطت مدرجات ملعب الحمدانية بمناظر مشهودة.
– إن علاقة الأندية واتحاد الكرة بالدوري لهذا العام هي علاقة مصالح، ففي الوقت الذي تسعى فيها الأندية للبقاء في دوري المحترفين، يحاول المتنفذون في اتحاد الكرة الاستفادة من هذه المسألة واستغلالها بالشكل الذي يخدم فيها بقاءهم في الاتحاد بعد الانتخابات القادمة، وعليه فإن الكثير من مباريات الدوري أصبحت معروفة النتيجة سلفاً، وكذلك حكامها ومراقبوها.إسـماعيـل عبـد الحـي
esmaeel67@ live.com