الاحتراف شكلا والهواية مضمونا
أما آن الأوان لوقفة تقييمية مع الاحتراف؟ ألا يستحق هذا النظام أن يحظى بالمناقشة والتداول والتمحيص؟ وهل نظام الاحتراف في اتحادي الكرة والسلة معمول بحذافيره ويلبي الطموح ببنوده ومقرراته ومفرداته؟
وهل قدم الاحتراف نفسه في ملاعبنا وصالاتنا بالوجه الحضاري اللائق الذي نتمنى معه لو طبق قبل عقود من الزمن؟ وهل انعكست تأثيراته إيجاباً على واقع هاتين اللعبتين فارتقى المستوى الفني لهما وطفقنا نجني ثماره اليانعة في المنتخبات الوطنية؟ أم أننا بتنا نترحم على زمن الهواية عندما كان اللاعبون ملتزمين مع أنديتهم طوعاً لا كرهاً ولديهم مخزون ثري من الوفاء والانتماء والولاء ؟
الاحتراف المطبق حالياً خدم اللاعبين من حيث تأمين الدخل وأضر بالنادي الذي أصبح مطالباً بالدفع وهو لا يملك ريوعاً ثانيةبل مجرد اعانات وهبات وتبرعات يجود بها المحبون و المحسنون كلما طاب لهم ذلك أو على هذا الاساس نجد من يصفق لهذا الاحتراف ويمتدحه ويثني عليه ونجد أيضاً من يمقته ويمجه ويتعامل معه على مبدأ ويتعامل معه على مبدأ مكره أخاك لا بطل…
لنعترف أن الاحتراف حاجة ملحة وضرورة حتمية في زمن باتت فيه الرياضة صناعة وتجارة ومصدراً من مصادر التكسب والربح وأن الاحتراف لا بد له أن يطور ويرتقي بمستوى الألعاب إن طبق وفق آلياته ونواظمه المعروفة وكانت له مقوماته ودعاماته الرئيسية !! وبغياب هذه المقومات وضياع تلك النواظم يصبح الاحتراف نظاماً شبيهاً باسمه قريباً من الهواية.
وفي ظل عدم وجود أرضية مناسبة للاحتراف والافتقاد لمناخاته وطقوسه ، تحول الاحتراف إلى مجرد تنظيم عقود ورواتب شهرية أرهقت كاهل الاندية واداراتها…
وعلى خطا كرتي القدم والسلة تطالب كرة اليد وهي اللعبة الشعبية الثالثة بارتداء حجاب الاحتراف لعله يقضي على ظاهرة نجوم الاندية نحو دول النفط ويدفع بهم للبقاء مع أنديتهم!! فهل تملك هذه الأندية ومنها من لديه فرق محترفة كروية وسلوية أن تحمل في ذات اليد بطيخة ثالثة؟!! وهل تستطيع هذه اللعبة الانفاق على احترافها من خلال ريوعها الذاتية؟!! وهل من المنطقي أن يطالب البعض باحتراف اتحاد اللعبة والحكام والمدربين. رغم أن هذا الاحتراف لم يطبق على الواقع الكروي والسلوي؟
وإذا كان احتراف اليد أمراً بالغ الأهمية والتعقيد فما هي البدائل له في وقت تعاني فيه هذه اللعبة من التراجع والاكتفاء محلياً والغياب خارجياً؟ ألا يحق للكرة الطائرة أن تفكر هي الأخرى بالاحتراف وهي التي تعاني أكثر مما تعانيه كرة اليد؟