من يقرأ هذه السطور سوف يظن للوهلة الأولى بأننا نقف على أخطاء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ونتتبّع آثارها لنكشف زيفها وازدواجية تعاملها مع الاتحادات الوطنية التابعة لها، فقد سبق لنا وأشرنا إلى المعاملة السيئة التي صدرت عن موظفي الاتحاد الآسيوي تجاه منتخباتنا الوطنية،
وقَبِلنا بها مكرهين لأننا نتعامل مع قضايا (الفساد الرياضي) بالكثير من اللامبالاة، وعلى مبدأ «ليس بالإمكان أفضل مما كان» وطمعاً في أن تتحسن معاملة الاتحاد الآسيوي لنا إن سكتنا عن الظلم الذي حاق بمنتخباتنا لمرَّات عديدة، دون أن يحرك اتحاد كرة القدم عندنا أي ساكن.
في دول عربية خليجية تبدو الصورة واضحة أكثر، حيث قام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الذي يمثله حالياً السيد محمد بن همام بزيارة السعودية ومن قبلها اليمن، في مصالحة واضحة المعالم بين الاتحاد الآسيوي والدولتين العربيتين، وخاصة السعودية التي هددت سابقاً بالشكوى إلى الاتحاد الدولي (الفيفا) بعد أن لحق منتخبها الوطني وكما قالت ظلم تحكيمي، ووعد ابن همام بزيادة مقاعد السعودية في الاتحاد الآسيوي، في خطوة منه رآها البعض تشجيعاً للرياضة السعودية وقال آخرون: إنها تدخل في نطاق حمّى الانتخابات التي اعتدنا رؤيتها في كل مكان.
ولا نعلم إن كان تقاعس الاتحاد الآسيوي عن زيارة بلدنا بعد كل ما حدث لمنتخباتنا الوطنية رجالاً وشباباً وناشين في استحقاقاتهم الماضية، هو إهمال غير مقصود من موظفيه ومسؤوليه، أم أنها واحدة من الأفعال الكثيرة التي أريد بها على مدى أشهر ماضية الإساءة المتعمدة إلى الرياضة السورية.
الغريب في الأمر أن اتحاد كرتنا العتيد لم يكبد نفسه عناء فعل شيء تجاه كل ما حدث لرياضيينا الذين تعرَّضوا للكثير من الظلم وسوء المعاملة، وكان بإمكاننا تقديم شكوى فعلية (للفيفا) أو الذهاب إلى رئيسها في مهمة غير سياحيّة، نعود من بعدها، وقد وصلنا إلى بعض حقوقنا، وإن لم نستطع ذلك (حسبما يشكك به البعض) نكون حينها قد فعلنا ما يتوجب علينا فعله على أقل تقدير.
ما يحدث في الاتحاد الآسيوي من ازدواجية المعاملة مع الاتحادات الوطنية التابعة له، وحمّى الانتخابات المسوّغة حسب رأي البعض لتلك الازدواجية لها ما يماثلها في مؤسستنا الرياضية بشكل عام وفي اتحاد كرتنا بشكل خاص، وهو أمرٌ نراه كل يوم، وقد ظهر جلياً في الكثير من المشكلات الرياضية وشكاوى الأندية التي لم تجد أذناً صاغية.
الأشهر الماضية أظهرت ضعفاً في آلية تعاملنا مع الأزمات الرياضية، وفي الردّ على الإساءات المتعمدة تجاه رياضتنا الصاعدة، وهو حساب نحسمه من رصيد المشتغلين في رياضتنا الصاعدة، والمنشغلين عنها، ولن يبقى لهم حينها سوى مصالحهم الخاصة وعدد من الداعمين لهم في الانتخابات الرياضية القادمة.
esmaeel67@ live.com