صوت الموقف

إن فوزاً محققاً لمنتخبنا الوطني على نظيره اللبناني سوف يضاف إلى الإنجازات التي يحققها رجال كرتنا الصاعدون، ومن معهم من مدرب خلوق وكادر فني، ومن ورائهم اتحاد الكرة ممثلاً بالدكتور أحمد جبان الذي حرص على استقبالهم في فندق الجلاء بدمشق في ساعة متأخرة من الليل ليقدم لهم مكافآتهم التي وعدهم بها قبلاً.

fiogf49gjkf0d


هذا الإنجاز وما رافقه من صعوبات السفر الكثيرة رغم قرب المسافة التي تفصلنا عن صيدا اللبنانية يطرح العديد من التساؤلات التي تبحث إجاباتها عن الأسباب الكامنة وراء كل ذلك التطرف الرياضي من قبل قلة من اللبنانيين الذين مازالوا يكنون كل ذلك (التطرف) لأشخاص لم يحملوا في قلوبهم يوماً سوى المودة والمحبة للجميع.‏


إن سوء المعاملة التي قوبل بها منتخبنا الوطني في لبنان يتحمل مسؤوليتها كل من له علاقة بالرياضة هناك، ومن حجز في فندق متواضع جداً نام فيه لاعبو منتخبنا في ليلة هي الأسوأ لهم والأكثر برودة (لغياب التدفئة) وما تبعها من الطعام الفاسد الذي سبب لهم وكما قيل لنا (صدمة نفسية وجسدية) قبيل مباراتهم، لكننا فزنا بنتيجة جيدة وباللاعبين أنفسهم الذين أدخلوا إلى المشفى قبل يوم واحد، لأن عزيمة فرسان كرتنا وإصرارهم أقوى من المرض الذي ألمّ بهم، فحرص كل واحد منهم على إخفاء ألمه عن مدربه كي لايحرمه من شرف المشاركة واللعب في المباراة مع رفاقه، فكان لاعبونا أقوياء أشداء، رجالاً كصخر الجبال.‏


سؤال قلق وجهته وسائل إعلامية لبنانية لإدارة بعثتنا يستفسر عن استقبالنا لمنتخبهم في إياب بطولة أمم آسيا، وفيما إذا كانت المعاملة ستكون بالمثل ليأتيهم الجواب: إن دمشق العروبة التي احتضنت كل العرب في أزماتهم لن يثنيها تقصير البعض وإهمالهم، وإن ساءها ما فعلوه، فسورية كانت وستبقى قلب العروبة النابض.‏


وفي جهة ثانية يحاول (أشقاء لنا من لبنان) فرملة النشاط الواضح لكرة السلة السورية المتوثبة في استحقاقاتها الآسيوية، وتنحية الدكتور حازم السمان عن منصبه الآسيوي على يد (آغوب) ظناً منهم بأنهم يستطيعون عرقلة (السلة المحلية) وإطفاء ألقها.‏


هنيئاً لمنتخبنا الوطني فوزه الثمين، وطرق أبواب نهائيات أمم آسيا للمرة الأولى منذ عام 1996، وهنيئاً لمحبي منتخبنا الوطني هؤلاء اللاعبون الذين قرأنا في عيونهم لحظة عودتهم إلى دمشق كل ذلك الإصرار على انتزاع الفوز الذي استحقوه عن جدارة، رغم ما عانوه من آلام كادت لولا عزيمتهم أن تثنيهم عن المتابعة في البطولة الآسيوية.‏


وأملنا كبير بألا تتكرر مثل هذه الحادثة التي سنعتبرها جزافاً (غير مقصودة) من أحد بعينه.‏


esmaeel67@ live.com‏

المزيد..