نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في كسب الرهان الصعب وتخظى كل المطبات المفتعلة التي واجهت ظروف مباراته أمام لبنان التي أقيمت يوم الأربعاء الماضي في مدينة صيدا في إطار تصفيات أمم آسيا وتغلب عليها بالروح القتالية والإصرار على الانتصار،
وكان اللاعبون ومن ورائهم الجهاز الفني عند حسن ظن الجميع بهم وأدوا ما عليهم بمنتهى الرجولة والإخلاص وحققوا فوزاً ثميناً وغالياً وبهدفين مقابل لا شيء سجل الأول جهاد الحسين بالدقيقة (37) فيما سجل الهدف الثاني فراس الخطيب بالدقيقة (76) بعد أداء من منتخبنا تنوع بين طريقتي اللعب (3-5-2) التي كانت تتحول إلى (3-4-3) نظراً لما امتلكه من قدرة على البناء الهجومي مستخدماً المهارات الفردية للاعبين أصحاب الخبرة الميدانية حيث أظهر لاعبونا قدرتهم على بناء الهجمات بعدد كبير من اللاعبين بحيث لا يفقد الفريق الكرة بسهولة في أوقات وأماكن قد تنتج عنها مخاطر كبيرة للفريق وهذا ما كان يجعل هناك دائماً كثافة عددية للاعبين في المساحات المختلفة على أرضية الملعب.
كما أن التدرج في بناء الهجمات من الدفاع إلى الوسط ثم إلى الأمام في العمق أو على الأطراف أكد التفوق التكتيكي لمنتخبنا في التمرير من أجزاء الملعب المختلفة بهدف السيطرة على الأداء الذي يمنح المنافس أية فرصة في استرداد الكرة أثناء بناء هجمة سريعة مضادة.
وظهر تعامل المدرب فجر ابراهيم التكتيكي في كيفية إدارة الفريق بفلسفة الكرة الفرنسية التي ترتكز على التوازن ما بين المنطقة في حفظ التوازن الدفاعي وبين المجازفة الهجومية والتحول في المدى الحركي للاعبين بوجود (3) مهاجمين بسرعة في المنطقة التهديفية الحاسمة لضغط على العناصر الدفاعية للنافس وكان له ما أراد..
عموماً.. تشبث لاعبو منتخبنا بالإصرار على تحقيق الفوز بأي ثمن وهو ما نفخ فيهم روحاً قتالية سمحت لهم بتجاوز كل العوائق ونالوا بالنهاية النقاط الثلاث وهذا هو الأهم.
تشكيلة منتخبنا: مصعب بلحوس- عمر حميدي- بلال عبد الدايم- بكري طراب- عادل عبد الله- يحيى الراشد- (حمزة أيتوني) – جهاد الحسين (ماهر السيد) وائل عيان فراس الخطيب – رجا رافع (محمد زينو)..
بطاقات نالها لاعبون: صفراء (عمر حميدي- عادل عبد الله- وائل عيان)
كواليس
وصلت بعثة منتخبنا إلى بيروت في الرابعة من عصر يوم الاثنين الماضي وتم تأخير البعثة أكثر من ساعة في الحدود اللبنانية.
> كانت إقامة منتخبنا في فندق (ليجند سفير) وهو مصنف أربع نجوم ومستوى الخدمات فيه لم يتعد النجمة الواحدة.
> اشتكى جميع أفراد البعثة من سوء الخدمة والطعام وبــرودة الغــرف في الليل بســبب تعطل معظم وحدات التدفئة فيها.
> أجرى منتخبنا مرانه الأول على ملعب نادي الصفاء التدريبي وهو عشب صناعي وسط أجواء ماطرة بغزارة وإنارة ضعيفة للغاية وبحضور مراقب المباراة العماني ناصر حمدان.
> زار القائم بالأعمال في السفارة السورية بلبنان مساء الاثنين البعثة حيث التقى الجهازين الفني والإداري وحفزهم على بذل الجهد لتحقيق الانتصار في اللقاء نظراً لأهميته من جميع النواحي.
> عقد صباح يوم الثلاثاء المؤتمر الفني في فندق البريستول في بيروت وقد سجل رئيس البعثة بهاء العمري اعتراضه على مكان الاقامة وقد شهد المؤتمر جملة من الأخطاء التنظيمية أهمها غياب المنسق الإعلامي اللبناني والذي ينص القانون الجديد للمسابقة على ضرورة وجوده وكذلك المسؤول الأمني.
> قاد المباراة طاقم تحكيم قطري مؤلف من عبد الرحمن عبدو للساحة ووليد المناعي ومحمد درمان مساعدين وكان محمد بندر حكماً رابعاً وراقبها إدارياً العماني ناصر حمدان وتحكيمياً حسين الغضنفري من الكويت.
> فوجئ مدرب منتخبنا فجر ابراهيم عند حضوره مع الفريق في الملعب المقرر لإقامة المباراة يوم الثلاثاء من أجل اجراء تمرينه الأخير قبل المباراة بعدم وجود كرات من نفس الكرات التي ستلعب بها المباراة كما يفرض النظام على أصحاب الأرض تأمينها وعدم اشعال أبراج الإنارة الأمر الذي جعل مدربنا يوقف التمرين بعد 15 دقيقة علماً بأن مراقب المباراة كان حاضراً وشاهد ما جرى وتم تسجيل اعتراض من رئيس البعثة لديه.
> تعرض ستة لاعبين وإداريين اثنين لحالات تسمم معوي نتيجة تناولهم حسب تقديرات الطبيب دجاج فاسد خلال وجبة العشاء في الفندق الذي كان يقيم فيه منتخبنا واللاعبون هم:
> مصعب بلحوس – فراس اسماعيل – محمد زينو – علي دياب – عمر حميدي – بكري طراب. ومدرب حراس المرمى صلاح مطر وعضو الاتحاد تركي ياسين وتم نقلهم إلى مشفى طراد حيث قدمت لهم الاسعافات الأولية ووضعوا تحت المراقبة لساعتين قبل أن يسمح الطبيب بتخريجهم.
> أخبر رئيس البعثة مراقب المباراة والذي حضر وسجل الحالة واستلم تقرير المشفى الذي يفيد بالحالة الصحية للاعبين الذين احتاجوا حسب التقديرات من 24 إلى 48 ساعة لاستقرار حالاتهم.
> كما حضر القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان وأجرى اتصالات مع عدد من المسؤولين وتم ضبط الحادثة عبر دورية من الدرك العام اللبناني بمحضر رسمي .
> خط هاتفي مفتوحاً كان ما بين رئيس اتحاد الكرة ورئيس البعثة و،بقيت الخطوط مفتوحة طوال ليل الثلاثاء وصباح يوم الأربعاء.. وإلى ما قبل المباراة بدقائق.
> طلب الدكتور الجبان من رئيس البعثة الانسحاب من البطولة كرد على المضايقات التي لقيها المنتخب لكن اصرار اللاعبين ومعهم المدربون حال دون الانسحاب وأكدوا للجبان بأن الفوز سيكون حليفنا وهو ما حدث.
> ارسل اتحاد الكرة صباح يوم الاربعاء اعتراضيين إلى الاتحاد الآسيوي عبر الايميل الاعتراض الأول ما حدث مع المنتخب من بعض الأمور الحافلة غير جيدة – الإقامة في الفندق 4 نجوم – مكان التدريب سيئ اطفاء الانارة أثناء التدريب الأخير – حالة التسمم التي أصابت 6 لاعبين واثنين من الإداريين،
> اما الاعتراض الثاني فهو طلب تأجيل المباراة لمدة 24 ساعة لكن على ما يبدو أن لا حياة لمن تنادي من الاتحاد الآسيوي فلا جواب جاء إلى اتحاد الكرة ولم يتمكن اتحاد الكرة من الاتصال بأي عضو في الاتحاد الآسيوي وعلى هذا الأساس أقيمت المباراة وفي وقتها وبظروفها.
> بعد عودة اللاعبين مباشرة قادمين من مدينة صيدا أقيم لهم حفل تكريمي في فندق الجلاء حضره الدكتور الجبان وأمين الاتحاد محي الدين دولة. وحصل فيه كل لاعب على مبلغ ومقداره ألف دولار مع المدربين والإداريين وهي المرة الأولى التي يتم التكريم فيها فور عودة المنتخب.
> من جهة ثانية يغادر منتخبنا ظهر اليوم السبت إلى الإمارات العربية المتحدة لإجراء مباراة ودية في دبي وتجمعه مع منتخب كورية الجنوبية يوم غد الأحد في الساعة الخامسة مساء في أحد ملاعب أندية دبي.