مع اقتراب نهاية ذهاب دوري المحترفين، والتطورات التي طرأت على مستوى بعض الأندية،
وما تبعها من تراجع فريق الجيش المتصدر ليحل ثانياً، وتبوؤ الاتحاد كرسي الصدارة كان لا بد من وقفة نلحظ فيها أسباب ما حدث
> الدوري بشكل عام كان متوسط المستوى أداء وفنيات، ولم يرتق إلى مستواه في الأعوام السابقة، فاللاعبون الذين تعاقدوا مع أنديتهم الحالية قبل عامين لم يتطوروا وفق ما هو مطلوب منهم، ووفق ما يتطلبه قانون الاحتراف من اللاعبين بزيادة خبراتهم ودوراتهم العديدة التي تكسبهم القدرة على التجدد والعطاء، وهذا الأمر لم نشاهده في أي من الأندية باستثناء نادي الجيش الذي تميز لاعبوه بالانضباط الذي كفل لفريقهم صدارة الدوري في المرحلة السابقة من الدوري الحالي.
> الأندية التي استقدمت لاعبين أجانب محترفين لم تتطور فرقها، ولم يستفد من ذلك الاستقدام سوى مجموعة من السماسرة وبعض الإداريين ومنهم أولئك الذين ينتقلون من ناد إلى آخر بغية الحصول على أي عقد لاستقدام لاعب محترف يجنون من ورائه منافع وقتية تستنفد ما لدى الأندية من مدخرات ولا تعطي للحركة الرياضية ولكرة القدم أي جديد، ووحده (إيمانويل) أثبت في هذا الميدان علوّ كعبه وتفانيه في إعطاء (حطين) كل ما لديه من خبرة وجهد.
> حين يتغلب النواعير على الكرامة قبل خمسة عشر يوماً بثلاثة أهداف لهدف، وحين يتغلب الكرامة على الجيش المتصدر بهدف قبل أسبوع ويتعادل النواعير والجيش قبل أيام فهذا يعني أن أوراق الدوري قد اختلطت، وإن تصدر فريق الجيش لدوري المحترفين في المرحلة السابقة هو نتيجة ضعف الفرق الأخرى وخمول لاعبيها بسبب الفوضى الإدارية التي عمّت أندية الفرق، والشح المالي الذي انعكس سلباً على اللاعبين وجعلهم يضغطون على إداراتهم أيضاً من خلال لا مبالاتهم تجاه نتائج مبارياتهم في هذا الدوري.
> وحده رأس المال أصبح عنواناً عريضاً ومحركاً رئيسياً لكرة القدم المحلية، ولم تعد تنفع المدربين خبراتهم التي اكتسبوها في المدارس الكروية العالمية،وحتى في أعتى قلاع كرة القدم العالمية فاللاعبون أصبحوا يسيرون وفق أهوائهم دون أن يفكر أحدهم بخطة المدرب أو تعليماته، وهو ما ظهر جلياً في مباراة الكرامة والجيش (آنفة الذكر) والتي أثبت رأس المال أنه الأقدر على استنهاض همم اللاعبين وإظهار مستوياتهم الحقيقية، وكذلك فعلت زيارة الدكتور غزوان مرعي للاعبي النواعير أثناء تدريباتهم قبيل مباراتهم مع الجيش ووعوده بالمكافآت المجزية لهم في حال الفوز.
> بدا الدوري باهتاً في أسابيعه المنصرمة لغياب الجمهور وهو العامل الأهم في إلهاب المباريات حماسة وقوة، وما حدث من شغب لا يعدو كونه نفوراً من أداء الفرق لمبارياتها، وكان لبعض الإداريين أيادٍ خفية في تأليب الجمهور وإيصاله إلى حالة الشغب المرفوضة شكلاً ومضموناً، لأنها لا تعبّر في أي حال من الأحوال عن طبيعة جمهورنا الذواق للرياضة، ولعل (الشغب) هو واحد من أسباب عزوف (المشجعين) عن متابعة المباريات في الملاعب، وقد يعودون إليها إذا فتحت أبوابها مجاناً كما فعل الكرامة.
> المجد والكرامة تحسن مستواهما كثيراً في الأسابيع الماضية ونتوقع لهما أن يحتلا مكاناً لائقاً على سلم الترتيب ومكاناً متقدماً فيه، أما النواعير الذي يمتلك خيرة اللاعبين المحليين فيتوقع الكثيرون له أن يكون الحصان الأسود في الدوري الذي قد يقلب في رحلة الإياب كل الموازين.
اسماعيل عبد
esmaeel67@live.com
“>الحي
esmaeel67@live.com