عادت عجلات قطار الدوري في الموسم الجديد الحالي 2008-2009 إلى الدوران والفرحة تغمر قلوب محبي كرة القدم, والآمال تتجدد بدوري نظيف خال من الأخطاء التحكيمية كما هو الحال في إياب الدوري
الماضي الذي لم يخل في أي من أسابيعه ال¯ 13 من أخطاء تحكيمية وصف بعضها بالقاتلة, غيّرت فيها القرارات تلك مجريات المباريات, ولنصل من بعدها إلى تحليلات كروية غير منطيقة, عدا عن ذلك ففرق الأندية انقسمت إلى طابقين الأولى كانت تخظى بالكثير من العناية من جهات رسمية وخاصة, وعرفت بالفرق المدعومة مادياً, وفرق أخرى عانت الفاقة والعوز المادي كحطين وتشرين وجبلة والفتوة, لأنها لم تجد من يدعمها مادياً, وبعضها لا يمتلك الاستثمارات التي تعينها في حركتها اليومية ومصاريف سفرها الأسبوعية, وهو ما سبب كل تلك الفوضى الإدارية في هذه الأندية, ومن يقوم بتعداد المدربين الذين تم تبديلهم في أندية بعينها وأهمها (أندية اللاذقية) فإنه سوف يحكم سلفاً على الدوري الماضي, ويرى التقلبات التي أصابته نتيجة عدم الاستقرار الإداري وغيرها من الأمور التي تعيق تطور اللاعبين وتحد من تألقهم, وهنا ربما يقول قائل بأن الدوري الماضي لم يفرز أي لاعب موهوب جديد, وعلى مسيرة الدوري الطويلة نسبياً والشاقة في مراحلها الشتوية قارسة البرودة لنجيبه على الفور: إن هؤلاء إذا ما وجدوا, فإنهم سيجلسون عنوةعلى مقاعد الاحتياط, ولأسباب تتعلق بمزاجيات مدربيهم الذين يخضعون بدورهم لضغوط إدارية تجبرهم على وضع هذا اللاعب أساسياً وذاك على مقاعد الاحتياط, وبعض أصحاب تلك النظرية بدأوا يبحثون في دفاترهم القديمة عن لاعبين لهم تاريخهم وموهبتهم ووجدوا الحل في اللاعبين القدماء كحسان عباس والمعسعس والبيازيد وعمار ياسين وغيرهم, بعد أن خاب ظنهم بالمحترفين الأجانب الذين لم يقدموا للاحتراف المحلي أي جديد, بل كانوا عالة على الأندية التي استقدمتهم, فلم يضيفوا إلى الدوري المحلي وإلى كرة القدم السورية ألقاً أو تطوير.
فكان مجيئهم واحد من أهم مساوئ الدوري الذي مضى وكاد أن يغيب عن الكثير من مبارياته جمهوره الشغوف.
مانأمله أن نرى في دوري هذا الموسم الذي انطلق بالأمس مباريات ترقى إلى درجة الكمال في فنيات لاعبيه ودقة حكامه وعدالتهم وجمال جمهوره وانصياع إداريي الفرق للتعميم الرابع عشر الصادر عن اتحاد الكرة, وإلا فإنهم سيدفعون لا محالة العشرة آلالف ليرة التي أنذرهم بها.
اسماعيل عبد الحي